استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد، ظهر اليوم الخميس 21 ديسمبر 2023 بقصر قرطاج، ريتنو مرصودي، وزيرة الخارجية الإندونيسية وظهر سعيد في فيديو نشرته صفحة الرئاسة على فيسبوك وهو يحمل صورة لطابع بريدي عليه شخصية، فمن تكون تلك الشخصية؟
يحمل الطابع البريدي الذي كان يحمله سعيد رفقة ضيفته الاندونيسية صورة الرسام التونسي الراحل حاتم المكي.
والمكي من مواليد 16 ماي 1918 بمدينة جاكرتا عاصمة اندونيسيا من أب تونسي ومن أم اندونيسية ذات أصول صينية.
وتحوّل المكي مع عائلته إلى تونس بعد ست سنوات من ولادته أي سنة 1924، أين زاول دراسته بالمدارس التونسية ليتحوّل إثر ذلك إلى فرنسا من سنة 1938 ليبقى هناك سنة وحيدة أي إلى سنة 1939.
وللراحل عديد الأعمال الفنية في عدة دوريات وفي السينما والإشهار وفي بعض دور الطباعة، وأقام أوّل معارضه الشخصية في سنة 1939 ثم شارك إلى حدود سنة 1945 في الكثير من المعارض الجماعية.
وفي سنة 1947 رجع حاتم المكي إلى العاصمة الفرنسية باريس حيث نُشرت رسومه في الكثير من الصحف الفرنسية الشهيرة وأقام معارض خاصة به.
ورجع المكي ثانية الى تونس في سنة 1951 ليواصل ابداعه في الرسم والاشهار وإنجاز الطوابع البريدية حيث أنتج ما لا يقلّ عن 400 طابع بريدي، إضافة إلى أعمال في الفسيفساء والنّحت والحفر.
يذكر أن رئيس الجمهورية، أشاد خلال هذا اللقاء الذي جمعه بالوزيرة الاندونيسية، بالعلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع تونس بأندونيسيا، مشيرا إلى حرص تونس على مزيد تدعيم هذه الروابط وتنويعها لا سيّما في ظلّ ما يجمع البلدين من قواسم مشتركة وما يتوفر لهما من آفاق واعدة في قطاعات اقتصادية هامة على غرار الفسفاط، فضلا عن فرص التعاون والتبادل الأخرى في المجالات الثقافية والعلمية. كما أكّد رئيس الدولة على أهمية تحيين الإطار القانوني المنظم للعلاقات التونسية الأندونيسية وتطويره بما يساعد على إعطاء دفع أقوى للتعاون الثنائي.
وشدّد رئيس الجمهورية على تمسّك تونس بموقفها الثابت نصرة للحق الفلسطيني ووقوفها الدائم في صفّ الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات الوحشية التي تطاله وفي نضاله الباسل لاسترداد حقوقه كاملة وإقامة دولته المستقلة على كامل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، وفق نص بلاغ الرئاسة.
ومن جانبها، نقلت ريتنو مرصودي رسالة دعوة موجّهة إلى رئيس الجمهورية من قبل الرئيس الأندونيسي لزيارة جاكرتا. وقد رحّب رئيس الدولة بهذه الدعوة.
وأشارت وزيرة الخارجية الأندونيسية إلى ارتياح بلادها لمستوى علاقات التعاون والتشاور والتنسيق التي تجمعها بتونس، مؤكّدة على حرص أندونيسيا على مزيد تطوير هذه الروابط المتينة لا سيما في المجالات ذات الاهتمام المشترك ومن بينها التبادل التجاري وتصدير الفسفاط وتمكين المرأة والدفاع، حسب نص المصدر المذكور.
وينتظر أن تناقش هذه الزيارة للوزيرة الاندونيسية اتفاقية التجارة التفاضلية بين تونس واندونيسيا والتي انطلق النقاش حولها منذ سنة 2018.
وكان سفير اندونيسيا بتونس “زهيري مصراوي” قد أكد لنا في حوار صحفي سابق أجريناه معه ان الجانب الاندونيسي يسعى للتوقيع قريبا على هذه الاتفاقية.
وبخصوص العراقيل التي تعطل توقيع هذه الاتفاقية أفاد السفير الاندونيسي حينها ان العراقيل من الجانب التونسي فقط، وان بلاده قد لبت كل طلبات تونس وانها منفتحة “قلبا وقالبا” على تونس وان الكرة بملعب الحكومة التونسية الآن وفق تعبيره.
وأكد السفير الأندونيسي لنا حينها أن تونس ثالث شريك تجاري عربي لبلاده حيث تحل بعد مصر والسعودية وهناك كل الإمكانات لتصبح تونس الاولى عربيا.
وتابع حينها أنه يعمل على مساعدة تونس على تصدير الفسفاط وزيت الزيتون وغيرها من المنتجات التونسية لإندونيسيا، مؤكدا أنه يتم تصدير حاليا 6000 طن من التمور التونسية نحو السوق الاندونيسية وانه بلاده تسعى لان يتضاعف العدد ل10000 طن، وان توقيع اتفاقية التجارة التفاضلية سينعش الاقتصاد التونسي كما سيساهم ذلك في تبادل التجربة بين البلدين وان الفرص كثيرة لتستفيد تونس من التجربة الاندونيسية، وفق قوله.
نقاش حول هذا المنشور