راج الحديث مؤخرا عن أشجار شارع الحبيب بورقيبة وتداول ناشطون تحليلات بين كونها مضرة للبيئة أو نافعة لها أو أنها لا نافعة ولا مضرة.
النقاش احتدم خصوصا بعد تصريح رئيس الجمهورية قيس سعيد في فيديو نشرته صفحة الرئاسة مؤخرا وجاء فيه ان اختيار الاشجار للزينة هو اختيار غير بريء.
بحثنا فوجدنا أن أشجار شارع الحبيب بورقيبة لها اسم علمي وتسمى “الفيكس نيتيدا” حيث أن من ميزاتها أن خضراء على مدار العام ولا تسقط أوراقها في فصل دون غيره كعدد من انواع النباتات الاخرى.
أشجار الفيكس نيتيدا أيضا تمتاز بكونها ظليلة إلى أقصى حد، اضافة الى قابليتها المطلقة للقص والتشكيل بمختلف الأشكال، دون أن تمرض أغصانها، حيث انها بعد القص مباشرة تعاود النمو بشكل سريع.
الشجرة تعتمد في تزيين الارصفة والشوارع في أكثر من بلد عربي الى درجة ان بعضها أطلق عليها تسمية “الشجرة المفضلة لمسؤولي البلديات”، نظرا لقدرتها الفائقة على الصبر وتحمل الملوثات وخاصة عوادم السيارات أكثر مما تتحلمه أي شجرة أخرى.
بعض المقالات العلمية تداولت أن الشجرة المشار اليها لها اثار سلبية في تدمير قنوات الصرف الصحي عبر جذورها سريعة الانتشار، حيث تساهم في سد “المجاري” اضافة الى احداثها تشققات في الارصفة.
أما بخصوص سلبيات زراعة هذه الشجرة قرب الحقول والبساتين فإن الدكتورة إحسان السيد عبده، وهي باحثة بقسم نبات الزينة، وتنسيق الحدائق بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية المصري فإنها تحذر من زراعة هذا الصنف كونها تستهلك كميات كبيرة من المياه إضافة الى كونها تمثل بيئة مناسبة للحشرات ومأوى للزواحف الضارة مثل الثعابين، كما أنها تحتضن نوع من أنواع العنكبوت الذي ينتقل الى النخيل ويسبب أضرارا لها وتلف في نوعية التمور ويقلل من إنتاجها، وتستهلك الكثير من المياه الجوفية ومياه الرى وتنافس النباتات القريبة منها وتعيق نموها.
نقاش حول هذا المنشور