أشارت مجلة لوبوان الفرنسية في عددها الصادر بتاريخ 28 مايو 2023 إلى أن تونس تعتبر الدولة الوحيدة التي ترفض الأموال المقدمة من صندوق النقد الدولي، على الرغم من حدة الأزمة الاقتصادية التي تواجهها. ذكرت المجلة أن الأوضاع في تونس قد أدت إلى زيادة عدد المهاجرين الذين يغادرون البلاد بحراً نحو أوروبا، في ظل تضخم مرتفع وبطالة تتجاوز 16%، مما يضع البلاد في وضع مشابه للبنان المفلسة حسب تصنيف البنك الدولي.
وقد أوردت المقالة التي كتبها بينوا دلما أن تونس تقف ضد التيار برفضها للأموال التي يقدمها الصندوق للدول الأخرى لمواجهة الأزمات. وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الوقود كإجراء لتخفيف العبء على الميزانية، فإن تونس تجد نفسها في موقف صعب بنهاية مايو الجاري، حيث يواجه الرئيس قيس سعيد ضغوطاً لقبول مساعدة بقيمة 1.9 مليار دولار، لكنه يرفض ذلك مؤكداً أن بلاده ‘ليست للبيع’ ومقاوماً ‘الإملاءات’ بدعم من الجزائر.
يخشى سعيد من العواقب التي قد تنجم عن خطة الصندوق الجديدة، مشيراً إلى ذكريات الاحتجاجات الدامية التي حدثت قبل 39 عاماً بسبب ارتفاع أسعار الخبز نتيجة خطة تقشف سابقة من الصندوق. وترى المجلة أن موقف تونس يهدف إلى إعادة التوازن في علاقتها مع المانحين، معتمدةً على شعب لم يشهد فائدة من الخطط السابقة للصندوق.
وأخيراً، يثير الرفض المؤقت لأموال الصندوق من قبل قيس سعيد عاصفة بين حلفائه ويثير الذعر في إيطاليا، حيث وعدت رئيستها الناخبين بإقامة ‘حصار بحري’ ضد المهاجرين، مؤكدة أن الأموال كانت ستساعد في الحد من الهجرة.
نقاش حول هذا المنشور