نشر الناشط السياسي والقيادي السابق في حزب “نداء تونس” لزهر العكرمي تدوينة على صفحته بموقع فيسبوك دعا من خلالها إلى الإفراج عن قيادات حزب “النهضة”.
واكد العكرمي قيامه بزيارة إلى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ونائبه وزير الداخلية الأسبق علي العريض كل على حدة في سجن المرناقية.
وكتب العكرمي: “اليوم ذهبت إلى سجن المرناقية لزيارة الشيخ راشد الغنوشي الذي أقام معي فيه مدة أربعة أشهر، جاؤوا به مبتسما عانقني وشكرني، تحدثنا عن ظروف الإفطار، والأكل البارد، وما يمكن شراؤه من الكانطينة، قال لي إنه صائم منذ السابع من أكتوبر نصرة للمقاومة في غزة، وأبلغني أنه رفض الذهاب إلى الطبيب مقيد اليدين، تفحصني بتمعن وقال لي أنا جيت هنا بقرار سياسي وإذا خرجت باش نخرج بقرار سياسي، عمري ثلاثة وثمانين عاما ومانيش طالب من الطبة يزيدوني في العمر ونمشيلهم مكتف…”.
وتابع العكرمي: “لم أجد أي تعليق أقوله أنا الذي أفرغت نفسي من مخلفات معاركنا السابقة، ومن الحقد والتشفي، وأيديولوجية الاستئصال”.
أما عن زيارته لعلي العريض، قال العكرمي: “بعد ذلك ذهبت لأجلس مع سي علي لعريض زهاء ساعتين فوجدته هادئا، مطمئنا، محتسبا، علي لعريض الذي كونت عنه فكرة عن طريق السماع ولم تجمعنا قبلا غير مشاعر العداوة والقدح… لكني بحثت وتحققت أن الرجل ليس بالصورة التي رسمت له، فهو الذي قضى ستة عشر عاما سجنا زمن بن علي منها اثنتا عشرة سنة انفرادية وأذكر أنه تسلم منا في 26\12\2012 وزارة الداخلية، كانت قناعتي أنه سينتقم وينكل بمن عذبوه ونكلوا به إلا أنه لم يمسس أحدا ولا فكر في الانتقام كما قال لي اليوم.. وعلمت عنه أشياء يضيق بها المجال هنا عن الرجل”.
واضاف العكرمي : “عدت بعد ذلك وإنسانيتي وتجربتي ورحلة العمر تعتصر قلبي، عما بلغته بلادي من قسوة وتشفّ وروح استئصال، هذا غير التملق والانتهازية لكثيرين ياما تملقوا للنهضة وزحفوا على بطونهم للحصول على أي كسب رخيص واليوم تسمعهم يجعجعون “المهم ارتحنا من النهضة””.
وتابع: “خلاصة القول إن الإسلاميين أبناء هذه البلاد وفي أوج قوتهم لم يلغوا المربع الديمقراطي، اختلفنا، تصارعنا حد العداوة، وليس من حقنا ولا من حق غيرنا أن يمنحهم حقا أو ينزع عنهم حقا، والبلاد تتسع للجميع في نظام ديمقراطي يحكمه القانون.. الحرية كطائر الفينيق تحترق وتطير من رمادها فتبقى تحوم في الفضاء منتظرة الفرصة المناسبة لتعود إلى أرضها.. تونس أرض الحرية، قاصمة الجبارين، الحرية لمعتقلي الرأي والفكر والسياسيين”.
يشار ال أن المحكمة الابتدائية كانت قد أصدرت في مطلع فيفري الماضي حكما بالسجن لمدة 3 سنوات على رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بتهمة تلقي حزبه تمويلا من طرف أجنبي.
وهذا هو الحكم الثاني الذي صدر على الغنوشي حيث صدر عليه في 15 ماي 2023 حكم بالسجن لمدة عام واحد مع غرامة قيمتها ألف دينار بتهمة التحريض في ما عرف بملف “الطواغيت”.
اما علي لعريض فهو موقوف منذ ديسمبر 2022 في قضية التسفير الى بؤر التوتر.
نقاش حول هذا المنشور