لم يفتح معبر رأس جدير الحدودي بين تونس وليبيا ليتأخر فتحه للمرة الثانية على التوالي، بعد ان كان مبرمجا اعادة افتتاحه يوم 20 جوان الجاري ثم تأجل الموعد الى اليوم الاثنين 24 جوان ليتقرر اليوم عدم فتحه الى الآن.
ويأتي التأجيل في كل مرة من الطرف الليبي مرجعا السبب الى عدم الجاهزية في حين ان اسبابا اخرى تقف خلف عدم اعادة فتح هذه النقطة الحدودية المغلقة من طرف ليبيا منذ 18 مارس 2024.
ويجرى اليوم بالعاصمة الليبية طرابلس اجتماع يجمع ممثلين عن وزارة الداخلية الليبية وممثلين عن بلدية زوارة الحدودية مع تونس لبحث سبل حلحلة نقاط الخلاف وإعادة فتح المعبر من جديد.
وأغلق منتسبو ما يسمى ب”مباحث الجوازات زوارة” الطريق الساحلي المؤدي الى معبر رأس جدير الحدودي مع تونس منذ حوالي عشرة أيام مطالبين حكومة عبد الحميد الدبيبة بالافراج عن مرتباتهم التي لم تصرف منذ حوالي 3 سنوات حسب بيان أصدروه منذ يومين.
والحال أن سبب اغلاق الطريق الساحلي المؤدي الى تونس عند نقطة “مليتة” التي تقع على بعد اقل من 50 كلم على الحدود التونسية الليبية بأكوام ترابية، ليس مرده مطالبة هذه الفرقة الامنية الليبية بالافراج عن مرتباتها فحسب وانما هي خطوة تقع ضمن تحركات تقوم بها مدينة زوارة (40 كلم على تونس) لاعادة استلامها زمام الامور بهذه النقطة الحدودية بعد ان تم ابعادها جزئيا اثر مواجهات 18 مارس 2024.
بلدية زوارة التي كانت تسيطر على معبر رأس جدير منذ احداث 2011 التي اطاحت بالعقيد الليبي معمر القذافي كانت تدير المعبر بقوانين شبه خاصة بها وبعناصر اغلبهم منتمون عرقيا الى المدينة التي يعتبر سكانها كلهم امازيغ وليسوا عربا.
وتشهد الحدود التونسية الليبية توترا خصوصا بعد اعلان “زوارة” دخولها في حالة عصيان مدني الى حين تلبية ما تسميه ب”مطالب أبنائها” وبالتالي فإن عودة المظاهر المسلحة او حتى مواجهات هو امر غير مستبعد اذا ما واصل وزير الداخلية الليبي عماد الطرابلسي سياسته في محاولة اعادة النقاط الحدودية والمقرات الامنية وبعض المنشآت العمومية من جماعات قبلية او جهوية او مسحلة تديرها.
يذكر ان وزير الداخلية التونسي خالد النوري كان قد ادى زيارة إلى طرابلس سبقت عيد الاضحى المبارك حيث تم توقيع اتفاق امني يقضي باعادة فتح معبر راس جدير يوم 16 جوان الجاري امام الحالات الانسانية والخاصة، وما يحدث الآن، اضافة الى اعادة فتح المعبر بشكل نهائي امام المسافرين والسلع يوم 20 جوان الجاري، وهو ما لم يحدث.
كما يجدر التذكير ان اللجنة التونسية الليبية المكلفة بالسهر على اعادة افتتاح هذه النقطة الحدودية الاهم بين البلدين اجتمعت امس الاحد للوقوف على اخر الاستعدادات.
نقاش حول هذا المنشور