نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا انتقدت من خلاله ما سمته الموت الجماعي للمهاجرين على أعتاب أوروبا معتبرة بأنه أصبح أمرا مألوفا.
ونقلت مراسلة الصحيفة سالي هايدن رواية مجموعة من المهاجرين من إقليم دارفور بالسودان، حيث التقت بهم في مدينة صفاقس الشهر الجاري، وقد شرحوا طريقة فرارهم من “إبادة جديدة” في السودان.
وإعتبرت الصحيفة أن عشرات، وربما مئات، السودانيين يعيشون حاليا في متنزه في صفاقس، بينما ينتشر آلاف غيرهم بأنحاء المدينة. وينامون على الكراتين أو المراتب إذا كانوا محظوظين، ويتأملون مصائرهم، ويتحدثون بهدوء عن تجاربهم ومن أين يمكنهم الحصول على الطعام.
وسردت مراسلة نيويورك تايمز حجم المعاناة التي يواجهها هؤلاء من انتظار المال من الأقارب أو الأصدقاء، أو إيجاد عمل قد يمكنهم من جمع ألفي دينار تونسي لشراء ركن على قارب وفرصة للهرب.
ونقلت الصحيفة أن كل من قابلتهم في صفاقس، التي تبعد نحو 80 ميلا عن جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، أرادو عبور البحر المتوسط إلى أوروبا، يعلمون جميعا أنهم قد يموتون في المحاولة. ومع ذلك يرحل الناس كل يوم. والبعض يبعث رسائل مبتهجة من إيطاليا، بينما يلقى آخرون حتفهم في البحر وتلقي الأمواج جثثهم على الشاطئ.
ولفتت الصحيفة في مقالها إلى غرق نحو 3 سفن نهاية الأسبوع الذي قضته مراسلتها بالمتنزه، مما أسفر عن مقتل أو فقد أكثر من 80 شخصا. وعثر على 10 جثث على الشواطئ القريبة. والأسبوع الماضي، ورد أن 41 شخصا لقوا حتفهم بعد غرق سفينة قبالة الساحل الإيطالي.
وأضافن المراسلة الصحفية بأنه كثيرا ما اعتبر الموت الجماعي على حدود أوروبا أمرا مألوفا، حتى لقي أكثر من 27800 شخص مصرعهم أو اختفوا في البحر الأبيض منذ عام 2014. وأضافت أن هذا على الأرجح أقل من الواقع.
وقالت أيضا إن 2023 بالذات يعتبر عام الموت بشكل خاص، حيث لقي أكثر من ألفي شخص حتفهم أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا، بمن فيهم أكثر من 600 شخص قضوا عندما انقلبت بهم سفينة قبالة سواحل اليونان في جوان الماضي.
وإعتبرت بأن هذا ما تبدو عليه أزمة حقوق الإنسان والأخلاق، وقبل كل شيء اللامساواة العالمية. ومع ذلك، في مواجهة هذه المعاناة يشدد العالم الغني مراقبة حدوده، حيث أقرت بريطانيا مشروع قانون شديد القسوة يمنع اللاجئين من المطالبة بحقهم في الحماية الدولية ويخطط لإيواء طالبي اللجوء على متن بارجة عائمة.
ويتحدث المسؤولون الأوروبيون عن “كسر نموذج عمل المهربين” لكن تصريحاتهم تتجاهل حقيقة أن مهربي البشر يلبون ببساطة الاحتياجات، وفق نص التقرير المذكور.
وأردفت مراسلة نيويورك تايمز “بخلافي، كأوروبية، سافرت بدون تأشيرة من أيرلندا إلى تونس، لا توجد طريقة آمنة للعديد من الأفارقة للسفر بالاتجاه الآخر”.
وختمت بأن الهجرة ورد فعل الغرب عليها، هي إحدى القصص المميزة لعصرنا. والوقت الحالي، هي قصة كارثة وموت وقسوة وتواطؤ “ولذا نحن بحاجة ماسة إلى إيجاد نهج أفضل”، وفق المصدر المذكور.
نقاش حول هذا المنشور