في حديثه عن القرار الذي اتخذته تونس بخصوص عودة العلاقات الديبلوماسية مع الجمهورية العربية السورية، شدد الدكتور “حسن عزالدين دياب” المحامي والقيادي بالتيار الشعبي، في تصريح لـ ويبدو”، على أهمية هذه الخطوة لاسيما في إثارة الغبار عن عدة مسائل عالقة وغامضة وعلى رأسها ملف التسفير إلى بؤر التوتر.
وهنا ثمن دياب قرار الرئيس قيس سعيد، لما من شأنه أن يساهم في رفع اللبس عن هذا الملف الشائك باعتبار وأن السلطات السورية تتوفر على عدة معلومات إستخباراتية تخص هذه العمليات وبالدليل.
كذلك أشار محدثنا إلى أهمية عودة العلاقات السورية التونسية من ناحية أعداد الجاليات المتواجدة في تونس أو في سوريا والتي واجهت صعوبات كبرى منذ قطع جسور التواصل بين سلط البلدين.
وفي سياق متصل، نوه حسن عزالدين دياب إلى مسألة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية لا سيما على تغير تركيبة القوى العالمية.
يشار إلى أن رئيس الجمهورية قيس سعيد كان قد أسدى تعليماته يوم الإثنين الـ 3 من أفريل الجاري، لوزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، نبيل عمّار، بالشروع في اجراءات تعيين سفير تونس بدمشق.
حيث أكد رئيس الجمهورية، بالمناسبة، ضرورة التمسك بمبادئ السياسة الخارجية للدبلوماسية التونسية ومن أهمها عدم الانخراط في أي محور واستقلال القرار الوطني، مشددا على أن مواقف تونس في الخارج تنبع من إرادة شعبها في الداخل.
قرار ثمنه وزير الخارجية والمغتربين السوريين، فيصل مقداد، الذي أكد بالتالي عمق الروابط الأخوية وعراقة علاقات التعاون القائمة بين تونس وسوريا وعلى الرغبة المشتركة في مزيد تطويرها وتعزيزها لما فيه خير الشعبين الشقيقين ومصلحتهما.
يذكر أنه وفي الـ 4 من مارس جدد البلدان خلال اتصال هاتفي جمع وزير الخارجية التونسي ونظيره السوري، رغبتهما في عودة العلاقات الثنائية إلى مسارها الطبيعي عبر ترفيع مستوى التمثيل الدبلوماسي وتبادل زيارات مسؤولي البلدين.
وتجدر الإشارة إلى أن تونس قطعت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا قبل أكثر من 10 سنوات، احتجاجًا على قمع نظام بشار الأسد الاحتجاجات المناهضة له.
ففي فيفري من سنة 2012، أعلن الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، طرد السفير السوري آنذاك، وسحب أي اعتراف بنظام الأسد.
ولكن بعد ذلك، أعادت تونس بعثة دبلوماسية محدودة عام 2017، وفي نهاية 2018 تم استئناف حركة الطيران بين البلدين.
نقاش حول هذا المنشور