أكد الكاتب العام للاتحاد المحلي للشغل بجرجيس الهادي الحميدي، أنه وفي ظل تأطيرالحراك الاجتماعي ومتابعة ملف فاجعة جرجيس، تشكّلت خلية تضمّ الاتحاد المحلي للشغل عن المنظمات الوطنية، وجمعية البحار التنموية عن مختلف الجمعيات بالجهة، وممثلا عن هيئة الدفاع، وممثلين عن عائلات الضحايا والمفقودين، وممثلا عن المجتمع المدني، وممثلا عن الاعلام.
وفي مستجدات الملف، تحوّل عدد من أفراد عائلات المفقودين يساندهم عدد من مكوّنات المجتمع المدني الى المستشفى الجامعي بقابس على أمل إيجاد جثث لمفقودي الفاجعة في غرفة الاموات بالمستشفى، إلا أن جهودهم باءت بالفشل ولم يتمكّنوا ممن التعرّف على أيّة جثّة، ليعودوا أدراجهم الى مدينة جرجيس مقرّين العزم على البحث وعدم ادخار اي جهد في كشف الحقيقة ومصير جثث ابنائهم، وفق تعبيرهم.
يذكر أن المدينة عاشت مساء أمس الأربعاء الـ 26 من أكتوبر 2022، تجددا للإحتجاجات وحالة الإحتقان، حيث قامت عائلات مفقودي حادثة غرق مركب الهجرة غير النظامية بالإحتجاج أمام منطقة الحرس الوطني كما عمدت إلى غلق الطريق وحرق العجلات المطاطية للمطالبة بالبحث عن أبنائهم ومعرفة مصيرهم والكشف عن الحقيقة وتحميل المسؤوليات.
وذلك على خلفية تلقي الأهالي لخبر يفيد بأن تحليل الحمض النووي للجثث الأخيرة المستخرجة من مقبرة حدائق إفريقيا “لا يتطابق مع عائلاتهم”، حسب قولهم.
وتشهد مدينة جرجيس منذ أيام حالة من الغضب والاحتقان التي رافقتها عدة احتجاجات بعد غرق أحد مراكب الهجرة الغير شرعية الذي كان يحمل 18 شخصا والذي أبحر في الـ 21 من سبتمبر الماضي وقيام السلطات بدفن الضحايا في “مقبرة الغرباء”، ما أثار غضبا كبيرا في المدينة.
وبحسب روايات الأهالي، فإن المركب قد انطلق من سواحل جرجيس يوم 21 سبتمبر الماضي، لكن أخبار الموجودين في المركب وأغلبهم من أصيلي جرجيس انقطعت بعد 48 ساعة وظلت الأنباء متضاربة بشأن مصيرهم لنحو ثلاثة أسابيع حتى ظهور جثة الفتاة “ملاك وريمي” على الساحل، وهو ما أفضى بالأهالي للتفطن لاحقا إلى أن عددا من جثث ضحايا الفاجعة قد دفنت منذ فترة كغرباء في مقبرة “حدائق إفريقيا” من قبل السلطات المحلية، دون أن يكون لهم علم بذلك، ما أدى إلى تحركات محلية عديدة وتواصل أجواء من التوتر والاحتقان في المنطقة.
نقاش حول هذا المنشور