تجددت مساء أمس الأربعاء الـ 26 من أكتعوبر 2022، الإحتجاجات وحالة الإحتقان بمدينة جرجيس من ولاية مدنين، حيث قامت عائلات مفقودي حادثة غرق مركب الهجرة غير النظامية بالإحتجاج أمام منطقة الحرس الوطني كما عمدت إلى غلق الطريق وحرق العجلات المطاطية للمطالبة بالبحث عن أبنائهم ومعرفة مصيرهم والكشف عن الحقيقة وتحميل المسؤوليات.
موجة جديدة من الإحتجاجات تأتي على خلفية تلقي الأهالي لخبر يفيد بأن تحليل الحمض النووي للجثث الأخيرة المستخرجة من مقبرة حدائق إفريقيا “لا يتطابق مع عائلاتهم”، حسب قولهم.
مقبرة الغرباء-جرجيس
يذكر أنه تم صباح أول أمس الثلاثاء الـ 25 من أكتوبر 2022، بالمحكمة الابتدائية بمدنين، الإستماع في جلسة هي الثانية إلى عدد من عائلات المفقودين.
حيث يشار إلى أن أولى جلسات الاستماع قد انعقدتالجمعة الماضي الـ 21 من أكتوبر 2022 بولاية مدنين، في إطار التحقيق في هذه الفاجعة وملابساتها وما أثير من إخلالات واردة رافقتها، والتي انطلق فيها قاضي التحقيق الأول بالمحكمة الابتدائية بمدنين المتعهد بالقضية.
وتشهد مدينة جرجيس منذ أيام حالة من الغضب والاحتقان التي رافقتها عدة احتجاجات بعد غرق أحد مراكب الهجرة الغير شرعية الذي كان يحمل 18 شخصا والذي أبحر في الـ 21 من سبتمبر الماضي وقيام السلطات بدفن الضحايا في “مقبرة الغرباء”، ما أثار غضبا كبيرا في المدينة.
وبحسب روايات الأهالي، فإن المركب قد انطلق من سواحل جرجيس يوم 21 سبتمبر الماضي، لكن أخبار الموجودين في المركب وأغلبهم من أصيلي جرجيس انقطعت بعد 48 ساعة وظلت الأنباء متضاربة بشأن مصيرهم لنحو ثلاثة أسابيع حتى ظهور جثة الفتاة “ملاك وريمي” على الساحل، وهو ما أفضى بالأهالي للتفطن لاحقا إلى أن عددا من جثث ضحايا الفاجعة قد دفنت منذ فترة كغرباء في مقبرة “حدائق إفريقيا” من قبل السلطات المحلية، دون أن يكون لهم علم بذلك، ما أدى إلى تحركات محلية عديدة وتواصل أجواء من التوتر والاحتقان في المنطقة.
الشابة ملاك الوريمي – إحدى ضحايا غرق مركب جرجيس
نقاش حول هذا المنشور