كشف أحد القضاة المعفيين، محمد الطاهر الكنزاري، تقدمه اليوم الاثنين 23 جانفي 2023 رفقة عدد من القضاة المشمولين بقرار الإعفااء الرئاسي، بقضية ضد وزيرة العدل ليلي جفال لعدم امتثالها للقانون.
وقال المصدر ذاته في تصريح إعلامي لإذاعة “موزايك أف أم”، “لقد تعرضنا لمظلمة ورغم استصدار قرار إيقاف تنفيذ من المحكمة الإدارية لم تستجب وزارة العدل لأحكام القانون”، على حد توصيفه.
والجدير بالذكر أن 3 قضاة وهم حمادي الرحماني ورمزي بحرية ومحمد الطاهر الكنزاري، من الذين تم عزلهم العام الماضي بأمر رئاسي وبمقتضى المرسوم الرئاسي عدد 35 المؤرخ في غرة جوان 2022، قد أعلبنوا اعتزامهم الدخول وللمرة الثانية على التوالي، في إضراب جوع، إحتجاجا على قرار العزل.
تجدر الإشارة إلى أن هيئة الدفاع عن استقلالية القضاء والقضاة المعفيين تعقد اليوم الإثنين 23 جانفي 2023 نقطة إعلامية أمام قصر العدالة بتونس العاصمة بداية من الساعة العاشرة صباحًا، بخصوص مستجدّ قضائي يهمّ ملف القضاة المعفيين سيتم الإعلان عليه.
يشار إلى أن رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، كان قد أصدر بالرائد الرسمي في غرة جوان الماضي، أمرا رئاسيا عدد 516 لسنة 2022 يقضي بعزل 57 قاضيا من بينهم رئيس المجلس الأعلى للقضاء المنحل، بدعوى “الحفاظ على السلم الاجتماعي وعلى الدولة”، وذلك بعد أن اتهمهم بالفساد والتستر على متهمين في قضايا إرهاب.
وقد ضمت القائمة كبار قضاة البلاد مثل يوسف بوزاخر رئيس المجلس الأعلى للقضاء المنحل والبشير العكرمي، وهو قاضي يتهمه نشطاء سياسيون بأنه أخفى ملفات قضايا إرهابية وبأنه على علاقة وطيدة بحزب النهضة الإسلامي، الأمر الذي ينفيه الحزب.
وهنا نذكر بأن سعيّد قد حل في وقت سابق هذا العام المجلس الأعلى للقضاء وعوضه بمجلس مؤقت في خطوة قال معارضوه وقضاة إنها تهدف لفرض تحكمه في السلطة القضائية.
وردا على قرارالإعفاء، خاض عدد من القضاة إضراب جوع عن الطعام انطلق بمقر جمعية القضاة التونسيين بقصر العدالة بتونس ليتواصل بعد ذلك بنادي القضاة بسكرة ومن ثم انتهى بعد تدهو الوضع الصحي للمضربين.
كما تسبب هذا القرار في المقابل، في إضراب المحاكم لمدة شهر.
وفي خطوة أخرى ومحاولة منهم إلى إبطال هذا القرار، توجه القضاة المعفيون للطعن لدى المحكمة الإدارية التي قضت بإيقاف تنفيذ قرار الإعفاء لصالح 49 منهمخ ، لكن لم يتم إلى اليوم تنفيذ الحكم الصادر بتعلة وجود ملفات جزائية ضدهم الأمر الذي نفاه القضاة متهمين سلطة الإشراف بفبركة القضايا.
ومنذ ذلك الوقت والمؤسسة القضائية تعيش حالة من المد والجزر بين القضاة اللذين يتهمون وزارة العدل بالظلم والفبركة وسلطة الإشراف وإصرارها على أن هؤلاء مذنبون.
كما تجدر الإشارة إلى أن الناطق الرسمي باسم هيئة الدفاع عن القضاة المعفيين العياشي الهمامي، كان قد أكد في تصريح لجريدة الصباح في عددها الصادر يوم الأربعاء الـ 28 من ديسمبر 2022، أن المجلس الأعلى للقضاء سينظر يوم غد الثلاثاء 24 من جانفي الجاري في مطالب برفع الحصانة من عدمه عن 13 قاضيا أحيلوا على القطب القضائي لمكافحة الإرهاب ، حيث وجاءت مطالب رفع الحصانة بطلب من قضاة التحقيق بالقطب، مشيرا حينها إلى أن هيئة الدفاع بصدد إعداد التقارير للجواب.
وفي هذا الإطار، كشف الهمامي، بأن هناك أكثر من 140 قضية ضد القضاة المعفيين بينها قضايا أمام قطب الإرهاب، مشيرا في السياق ذاته، إلى أن الـ 13 قاض والذين أعلمهم مجلس القضاء بأن لديهم جلسة أمام انظاره للنظر في مطلب رفع الحصانة عنهم تعلقت بهم جرائم التآمر على أمن الدولة وتكوين وفاق إرهابي وأن هناك قضاة آخرين محالين على قطب الإرهاب لم يتم استدعاؤهم بعد من قبل المجلس الأعلى للقضاء للنظر في طلب رفع الحصانة عنهم.
و فيما يتعلق بالـ 49 قضية أصلية المنشورة أمام المحكمة الإدارية أكد الهمامي أنه لم يطرأ فيها اية تطورات جديدة.
وفي هذا الصدد، نوه الهمامي إلى أن المجلس الأعلى للقضاء لا زال يعتبرهم قضاة مباشرين ولو لم يكن كذلك لما أعلمهم المجلس بأن لديهم جلسة امامه للنظر في مطلب رفع الحصانة عنهم ولكن وزيرة العدل رافضة إعادتهم لعملهم وتنفيذ قرارات المحكمة الإدارية التي كانت قضت بإيقاف تنفيذ قرار إعفائهم، وفق قوله.
نقاش حول هذا المنشور