في تعليقها على التطورات الأخيرة في تونس وإعتقال رئيس حركة النهضة والبرلمان المنحل، راشد الغنوشي، دعت صحيفة الغارديان البريطانية، داعمي الرئيس قيس سعيد إلى التوقف، واصفة ذلك بـ “الحالة القاتمة” التي تعيشها تونس، مشيرة إلى أن “سياسات السلطة تأخذ البلاد نحو مصير مجهول”، وفق تقديرها.
وتابعت الصحيفة في إفتتاحيتها، أن “الأجهزة الأمنية سارعت إلى اعتقال الغنوشي مستغلة تصريحات سياسية له، ووجهت له اتهامات بالتآمر ضد أمن الدولة، موضحة أن الأوضاع قد تزداد سوءا، حيث يخشى مسؤولو الحزب من أن تبادر السلطة إلى حظره قريبا”.
وفي سياق متصل، أوضحت الغارديان أن “التونسيين كانوا ينتظرون من الرئيس سعيد أن يبادر بالتصدي للفساد، ويحقق نهضة اقتصادية، ويحل المشاكل التي يتخبط فيه المجتمع التونسي، وحافظ كثيرون على تأييده حتى عندما علق عمل البرلمان في عام 2021، وعزل رئيس الوزراء، وتولى سلطات القضاء والتشريع، وفرض قانون الطوارئ”.
وتتابع الصحيفة “لكن الأوضاع انقلبت رأسا على عقب بعد ذلك، حيث شرع الرئيس في حملة اعتقالات ضد السياسيين والنقابيين ورجال الأعمال والقضاة والشخصيات الإعلامية، وهي الحملة التي وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها مطاردة ذات دوافع سياسية محضة”.
وذكرت أن “الدول الغربية بدأت تقوي لهجتها ضد نظام الرئيس قيس سعيد وقالت “أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا”، موضحة أن الغرب يجب أن يضغط على النظام التونسي لكي يتراجع عن عقلية الصدام، ويحترم حقوق الإنسان”.
وهنا أكدت الغارديان أن “القمع لن يخدم أبدا الشعب التونسي، مثلما لم يفعل في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي”.
يذكر أن الخارجية البريطانية كانت قد أعلنت في بيان لها الثلاثاء الـ 18 من أفريل 2023، أن هذا الإجراء “يقوض مساحة التعددية السياسية في البلاد”.
وقالت الوزارة، في تغريدة على تويتر، نقلا عن لورد أحمد، وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالخارجية البريطانية، “الاعتقالات في تونس، بما فيها اعتقال راشد الغنوشي والقيود المفروضة على المعارضة الشرعية تقوض مساحة التعددية السياسية في البلاد”.
يشار إلى أن قاضي التحقيق الأول بالمكتب 33 بالمحكمة الابتدائية بتونس قد أصدر في الساعات الأولى من صباح الخميس 20 أفريل الجاري، بطاقة ايداع بسجن المرناقية في حق موكله وذلك على ذمة القضية المتعلقة بـ”التآمر على أمن الدولة الداخلي وتدبير الاعتداء المقصود به تبديل هيئة الدولة وحمل السكان على مهاجمة بعضهم البعض وذلك على معنى الفصل 68 و72 من المجلة الجزائية”.
يذكر أنه وفي وقت سابق تم إيقاف الغنوشي من قبل قوات أمنية مساء الإثنين الماضي عند الإفطار، بعد مداهمة منزله، إثر صدور مذكرة توقيف من النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، على خلفية إدلائه بتصريحات بأن تونس دون النهضة أو الاسلام السياسي او اليسار هي مشروع حرب أهلية.
نقاش حول هذا المنشور