أعلن الموقع الفرنسي “رابل كونسو” نهاية الأسبوع المنقضي، سحب البرتقال “المالطي” التونسي من البيع وذلك بحجة أنه يحمل مواد كيميائية زائدة عن المسموح به أوروبيا.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة بنابل عماد الباي، “رجوع حاويتين محملتين بحوالي 45 طن من البرتقال المالطي ‘لى تونس”، تعقيبا منه على ماراج من اخبار حول هذه الدعوة.
وأوضح المصدر ذاته، في تصريح له عبر موجات إذاعة “شمس أف أم”، صباح اليوم الإثنين، أنه “تم إعادة الكميات آنفة الذكر بسبب مرض التبقع الأسود”.
وعلى ذلك، اوضح الباي ان “هذا المرض لا يضر بصحة الإنسان فقط يؤثر على الجمالية”.
وفي سياق متصل، أفاد رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري ببني خلاد، البشير عون هللا، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن بداية من مطلع جانفي الماضي، قد انطلق موسم تصدير البرتقال المالطي إلى السوق الأوروبية وتحديدا إلى السوق الفرنسية بشحنة أولى تقدر بحوالي ألفي طن في اتجاه ميناء مرسيليا.
وأوضح المصدر نفسه، أن الكميات التي سيتم تصديرها من البرتقال المالطي خلال الموسم الحالي تتراوح بين 10 آلاف و14 ألف طن من مجموع 55 ألف طن من الإنتاج الجملي لصنف البرتقال المالطي، لافتا إلى أنه رغم التراجع المسجل في صابة القوارص خلال هذا الموسم والذي قدر بنسبة 17 بالمائة مقارنة بالموسم الفارط، فان الأسعار مشجعة بالنسبة للفلاح.
ومن جانبه بين رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بنابل عماد الباي، أن 90 % من كمية القوارص التونسية المخصصة للتصدير موجهة للسوق الفرنسية، مضيفا أن عملية تصدير بعض الأصناف الاخرى من القوارص مثل ”الطمسون“ و“الكليمنتين“ انطلقت بكميات صغيرة منذ أيام، وذلك في اتجاه السوق الخليجية والسوق الليبية.
ومن جهته، أبرز مستشار رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المكلف بالأشجار المثمرة، بيرم حمادة، أنه رغم النقص الحاصل في صابة القوارص، خلال هذا الموسم، إلا أن البرتقال المالطي سيكون موجودا في السوق الفرنسية، مشيرا على ان الكمية المزمع تصديرها ستكون حوالي 10 آلاف طن وأشار حمادة، إلى ان التحاليل الأخيرة الصادرة عن وزارة الفلاحة، اثبتت خلو 98 بالمائة من غابات القوارص من مرض التبقع الأسود، وهو ما سيشجع عملية التصدير الى السوق الفرنسية، مؤكدا نجاح الخطة الوطنية لمكافحة هذا المرض التي وضعتها وزارة الفلاحة بالتعاون مع الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري.
هذا ومن المتوقع أن تسجل صابة القوارص بالوطن القبلي خلال موسم 2022-2023 تراجعا بنسبة 17 بالمائة، حيث سيكون الإنتاج في حدود 200 ألف طن مقابل 280 ألف طن خلال الموسم الفارط، حسب تقديرات المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية ويعود هذا التراجع لسببين اثنين يتعلق أولها بانعكاسات التغيرات المناخية، خاصة وأن هذا الموسم اتسم بارتفاع درجة الحرارة خلال شهري أفريل وماي، وهي فترة الإزهار والتعقيد بالنسبة للشجرة، مما أدى إلى تساقط كميات هامة منها، ونقص مياه الري الذي أثر سلبا على صابة القوارص.
والجدير بالذكر أن قطاع القوارص بولاية نابل يحتل مكانة هامة باعتبار أنه يمثل عنصرا استراتيجيا في القطاع الفلاحي على المستويين الوطني والجهوي، حيث تقدر مساهمة الجهة من الانتاج الوطني ب75 بالمائة بالإضافة إلى المساهمة ب90 بالمائة من الكميات الموجهة للتصدير و خاصة صنف البرتقال المالطي.
نقاش حول هذا المنشور