توجه “علي الصلابي” بمناشدة لرئيس الجمهورية قيس سعيد، داعيا اياه الى إنهاء سجن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي والسياسيين الموقوفين.
كما دعا الصلابي، وهو ليبي الجنسية وأحد أبرز قيادات التنظيم العالمي للإخوان المسلمين والذي يشغل حاليا خطة الامين العام لاتحاد علماء المسلمين المعروفة بقربها من النهضة بتونس، دعا سعيد الى التأسيس لمصالحة وطنية تليق بتونس وبنخبها الذين أسسوا للنهضة العربية الحديثة، وفق تعبيره.
وقال الصلابي في تصريح نقله عنه موقع “عربي 21″، متوجها بكلامه لسعيّد؛ “إن مسؤولية الحاكم أمام الله وأمام شعبه والتاريخ والقيم الإنسانية، مسؤولية تنوء بها الجبال”.
وأضاف: “يا سيادة الرئيس؛ إن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، وقدوة نيّرة في التعامل مع الناس، وخصوصا مع المخالفين له في العقيدة والقيم والتصورات، فقد آذاه المشركون منذ أن صدع بدعوته إلى أن خرج من بين أظهرهم وأظهره الله عليهم. وقد حفظت لنا السيرة النبوية صورا عديدة من البلاء والأذى في الرسالة والرسول والمؤمنين، وعندما تمكن منهم وفتح الله على يديه مكة، مال بطبيعته وسجيته وتقربه من الله إلى الرحمة والشفقة، وأعلن العفو العام، سواء لزعماء مكة أو عامتهم ممن حاربوه، على الرغم من أنواع الأذى الذي ألحقوه بالرسول ودعوته”.
وتابع: “إن الخبرة التاريخية من فتح مكة تؤكد الفرق الواضح بين العفو والمصالحة من جهة، وبين العدالة الحاسمة وفتح الملفات السابقة كافة وملاحقة كل الجزئيات، مما يشغل الوطن بأسره لسنوات أو لعقود”..
وأردف: “إلى متى ستواصل تطبيق تلك العدالة من دون أن تحول تجاه الانتقام والتوسع في القصاص مما يعود بنا من جديد إلى البداية، فيصبح الظالم مظلوما يطالب بتطبيق العدالة الحاكمة على من كان مظلوما وضحية بالأمس القريب، فكان العفو في فتح مكة انطلاقة جديدة للإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء”.
وقال أيضا: “يا سيادة الرئيس.. أخاطب فيك إنسانيتك ووطنيتك ودينك وموقعك الذي ابتلاك الله به، أن تراعي تقدم السن التي وصل إليها الأستاذ راشد الغنوشي، فهو الآن في الثلاثة والثمانين من عمره، وأن تنظر إلى صفحات تاريخه الوطني والفكري والإنساني وانحيازه إلى القضايا العادلة”.
وتابع: “يا سيادة الرئيس؛ إن الكثير من أبناء شعبك وأمتك العربية والإسلامية وأحرار العالم يتمنون ويرجون من الله الرحيم الودود الرؤوف أن يسود السلام والأمن والأمان والمصالحة الناجحة التي ترضي ربك وأبناء شعبك”.
واختتم: “إننا ندعوك لفتح الحوار وترسيخ السلام ودعم المصالحة مع الشيخ راشد الغنوشي وإخوانه وكل السجناء السياسيين.. والله من وراء القصد”، وفق تعبيره.
جدير بالذكر أنه تم أمس الخميس 01 فيفري 2024 الحكم بالسجن ثلاث سنوات مع “النفاذ العاجل” بحق رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، وصهره القيادي بالحزب رفيق عبد السلام، في قضية تتعلق بـ”قبول النهضة تمويلات مالية من جهة أجنبية.”
نقاش حول هذا المنشور