قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدعم الخطة الأمريكية لغزة، بما في ذلك وقف إطلاق النار الدائم ونشر قوة دولية لتحقيق الاستقرار، يلقى في غزة استقبالاً مشككاً إلى حد كبير. على الأرض، يرى العديد من الفلسطينيين هذه القوة ليس كآلية حماية، بل كجهاز أمني مفروض دون موافقتهم.
سكان متشككون تجاه التفويض المعلن
وفقاً للشهادات التي جمعت في مدينة غزة ونقلتها الجزيرة، فإن فكرة القوة الدولية ترتبط بالخوف من نظام سيطرة جديد.
التفويض المتوقع – الذي يشمل وظائف الشرطة والأمن الحدودي ونزع السلاح – يغذي تصوراً لوجود متطفل يركز أكثر على النظام العام بدلاً من إعادة الإعمار أو المساعدة الإنسانية.
في سياق يتفاقم فيه الوضع بسبب الشتاء، تذكر السلطات المحلية بأن هناك حاجة إلى 300,000 خيمة إضافية لمواجهة الطوارئ. يتساءل الكثيرون عن القدرة الحقيقية لهذه القوة على منع ضربات إسرائيلية جديدة أو تحسين الظروف الإنسانية.
حماس ترفض، والسلطة الفلسطينية توافق
ردود الفعل السياسية متباينة.
حماس، التي تسيطر على غزة، رفضت القرار، معتبرة إياه غير كافٍ ومنحاز.
يعتقد الحركة أن تكليف قوة دولية بمهمة نزع سلاح الجماعات المسلحة يعني “تشجيع الاحتلال” وسحب أي حياد من الجهاز.
على النقيض، رحبت السلطة الفلسطينية، التي تتخذ من رام الله مقراً لها، بالنص. في بيان نقلته وكالة وفا، تؤكد أن القرار يضع أسس وقف إطلاق نار دائم، يضمن وصول المساعدات الإنسانية ويعيد تأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.
الحكومة تعلن استعدادها للتعاون مع الأمم المتحدة وواشنطن لتنفيذ الخطة.
قوة دولية غير تابعة للأمم المتحدة
وفقاً لدانيال فورتي، محلل في مجموعة الأزمات الدولية، فإن القوة التي وافق عليها مجلس الأمن لن تكون مهمة قوات حفظ السلام. لن تكون تحت قيادة الأمم المتحدة، بل تحت قيادة تحالف طوعي يتمتع بشرعية المجلس.
التمويل، نشر القوات وقواعد التدخل ستعتمد على الدول المساهمة، وليس على الإجراءات المعتادة للأمم المتحدة.
تشير المنظمات غير الحكومية النشطة في غزة إلى أن مثل هذه المهمة يجب أن تتمتع بتفويض واضح يمكنها من الحفاظ على النظام في منطقة مدمرة بشدة.
المواقف داخل مجلس الأمن
برر العديد من أعضاء المجلس تصويتهم لصالح القرار.
- ذكرت المملكة المتحدة ضرورة فتح جميع نقاط العبور وتسريع المساعدة.
- أبرزت فرنسا جهود السلام والأولوية الإنسانية.
- أشادت كوريا الجنوبية بعودة المساعدة وهيكل الحوكمة المتوقع.
- أكدت سلوفينيا أن النص يمثل أفضل فرصة للتقدم نحو سلام دائم.
- أصر الدنمارك على إعادة توحيد غزة والضفة الغربية تحت سلطة فلسطينية مُصلحة.
- دعمت الصين هدف وقف إطلاق النار الدائم لكنها أعربت عن تحفظات بشأن آلية القوة الدولية، داعية لضمان حيادها وتجنب أي إجراءات قد تؤدي إلى تأجيج التوترات. شددت بكين على ضرورة حماية المدنيين واحترام القانون الدولي.
- من جانبها، انتقدت روسيا الخطة الأمريكية، معتبرة أنها لا تلبي الاحتياجات الإنسانية العاجلة بشكل كافٍ وتخاطر بإضفاء الشرعية على ترتيبات أمنية مفروضة.نددت موسكو بنص تعتبره غير متوازن لكنها لم تعرقل اعتماده، داعية إلى دور دولي أكثر حيادية وفعلاً متعدد الأطراف.
وفقاً للسلطات الصحية في غزة، قُتل 69,483 فلسطينياً وأصيب 170,706 منذ أكتوبر 2023. الوضع الإنساني لا يزال حرجاً للغاية، مع بنية تحتية مدمرة بشكل كبير .
نقاش حول هذا المنشور