استغل فلاديمير بوتين، هذا الجمعة، مؤتمره الصحفي الكبير لنهاية العام لتقديم سلسلة من التصريحات القوية ذات الطابع السياسي والعسكري والجيوستراتيجي. أمام وسائل الإعلام الروسية والدولية، أراد الرئيس الروسي إظهار موقف من الحزم، مع إبداء انفتاح مشروط على حل دبلوماسي للصراع في أوكرانيا.
على الصعيد العسكري، أظهر زعيم الكرملين ثقة، مؤكداً أن الجيش الروسي قد “أخذ المبادرة الاستراتيجية” على الجبهة الأوكرانية بأكملها. ووفقاً له، فإن القوات الروسية تتقدم بشكل مستمر وستتحقق الأهداف العسكرية لموسكو، سواء من خلال مواصلة العمليات أو عبر طريق المفاوضات المفروضة من خلال ميزان القوى.
ومع ذلك، أعاد بوتين التأكيد على أن روسيا لا تزال مستعدة لإنهاء الصراع بوسائل سلمية، بشرط أن يتم حل ما يسميه “الأسباب العميقة” للحرب. هذه الصيغة تشير بوضوح إلى مطالب موسكو، بما في ذلك الاعتراف بالأراضي التي تحتلها روسيا والتشكيك في التوجه الأورو-أطلسي لأوكرانيا.
في هذا الصدد، أظهر الرئيس الروسي عدم مرونة. وكرر أن أي حل دائم يجب أن يمر عبر الاعتراف بالقرم والمناطق الملحقة، وكذلك تخلي كييف عن أي طموح للانضمام إلى الناتو. وهي شروط تعتبر غير مقبولة من قبل السلطات الأوكرانية وحلفائها الغربيين.
الصعوبات الاقتصادية
كما هاجم فلاديمير بوتين بشكل مباشر الدول الأوروبية، متهمًا إياها بمحاولة “سرقة” الأصول الروسية المجمدة لتمويل الجهد الحربي الأوكراني. وحذر من أن مثل هذه القرارات لن تمر دون عواقب، ملوحًا بتهديدات اقتصادية أو سياسية.
كما تم تناول مسألة الأمن الإقليمي، وخاصة تلك المتعلقة بجيب كالينينغراد الروسي. حذر الرئيس الروسي من أي محاولة لعرقلة الوصول إلى هذا الإقليم، مشددًا على أن روسيا سترد “بكل الوسائل الضرورية” على ما تعتبره استفزازًا.
أخيرًا، على الصعيد الداخلي، اعترف فلاديمير بوتين بالصعوبات الاقتصادية المرتبطة بالتضخم والعقوبات، بينما أكد أن الوضع لا يزال تحت السيطرة. دافع عن خيارات البنك المركزي وأكد أن التباطؤ الاقتصادي الحالي هو “ثمن محسوب” للحفاظ على استقرار البلاد. خطاب موجه بقدر ما هو لطمأنة الرأي العام الروسي، لإرسال رسالة من الصمود إلى الخارج.
نقاش حول هذا المنشور