تثير العملية العسكرية الأمريكية التي نُفذت في ليلة 21 إلى 22 جوان ضد ثلاثة مواقع نووية في إيران ضجة سياسية في واشنطن. وقد أطلق على هذه الهجوم الواسع النطاق، الذي قرره دونالد ترامب بشكل أحادي، اسم “مطرقة منتصف الليل”، مما يغرق الطبقة السياسية في أزمة مؤسسية ذات أبعاد متفجرة. في قلب الانتقادات: الغياب التام للتشاور مع الكونغرس، الذي يُعتبر السلطة الوحيدة المخولة دستوريًا للسماح بعمل عسكري بهذا الحجم.
في اليوم التالي للتدخل، الذي حشد 125 طائرة، بما في ذلك سبع قاذفات شبح B-2 Spirit، وشمل إطلاق عشرين صاروخ توماهوك من غواصة في الخليج الفارسي، لم تتأخر ردود الفعل الأولى. ففي حين يهنئ الرئيس نفسه على “نجاح تام”، مؤكدًا أن المنشآت النووية الإيرانية في فوردو، نطنز وأصفهان قد “دُمرت تمامًا”، فإن العديد من الأصوات تشكك في كل من شرعية وفرصة هذه الضربة الخاطفة.
من بين الانتقادات الأكثر حدة، نددت النائبة الديمقراطية ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز بـ”انحراف سلطوي للسلطة التنفيذية” ودعت إلى فتح نقاش برلماني حول الخطوات التالية لهذه العملية. وأشار نواب آخرون، بمن فيهم بعض الأعضاء التقدميين في الحزب الديمقراطي، بالفعل إلى إمكانية إجراء عملية عزل، معتبرين أن ترامب انتهك الدستور بتفرده بحق إطلاق عملية عسكرية كبرى.
في وسائل الإعلام الأمريكية، يشير العديد من الخبراء أيضًا إلى غياب دليل مستقل يؤكد تصريحات الرئيس حول نتيجة العملية. إن عدم اليقين الذي يحيط بالأضرار التي لحقت بالمواقع الإيرانية والانتقام المحتمل من طهران يغذي القلق العام.
من جانبه، يصر دونالد ترامب ويؤكد: إذا كان يضمن عدم رغبته في الحرب، فإنه يهدد إيران بضربات جديدة “من الأراضي الأمريكية” إذا لم “تختر السلام”.
بينما تشتد الحملة الانتخابية لانتخابات منتصف المدة لعام 2026، قد تصبح هذه الأزمة الجديدة نقطة تحول سياسي رئيسية. عملية “مطرقة منتصف الليل”، بعيدة عن تعزيز موقفه، قد تسرع الانقسامات الداخلية وتعيد إحياء شبح عزل ثالث.
نقاش حول هذا المنشور