قادت المظاهرات التي نظمها الشباب في مختلف أنحاء المغرب إلى سقوط ثلاثة قتلى وأكثر من 350 جريحاً، وفقاً لوسائل الإعلام الرسمية، مما يعكس تصاعد حدة حركة نشأت من الإحباط تجاه الخيارات الحكومية.
وأوضحت الشرطة أن اثنين من الضحايا قُتلا عندما استخدمت قوات الأمن القوة لاحتواء متظاهرين حاولوا الاستيلاء على أسلحة في مبنى للشرطة بالقرب من أكادير. ولم تُفصّل السلطات الظروف المحيطة بوفاة الشخص الثالث.
تأتي هذه الحوادث في سياق احتجاج عام ضد قرار الحكومة بإعطاء الأولوية لبناء ملاعب لكأس العالم لكرة القدم 2030 بدلاً من تحسين الخدمات العامة والاستجابة للأزمة الاقتصادية المستمرة. تعكس شعارات المتظاهرين بوضوح استياءهم: “لا نريد كأس العالم، الصحة هي الأولوية” و”الملاعب موجودة، لكن أين المستشفيات؟”، مما يعبر عن غضب جيل واعٍ بعدم المساواة وهشاشة البنية التحتية الصحية.
نظمت هذه التحركات عبر منصات رقمية مثل ديسكورد، تيك توك وإنستغرام، وجمعت شباباً في عدة مدن، منها الدار البيضاء، الرباط، سلا وأكادير، حيث تم الإبلاغ عن مواجهات مع قوات الأمن. ودعا تجمع الشباب الذي يقف وراء هذه المظاهرات، جيل، إلى إعادة توجيه الأولويات الوطنية وإجراء إصلاحات هيكلية في قطاعات الصحة والتعليم.
يتابع المجتمع الدولي تطورات الوضع عن كثب، بينما تحاول الحكومة المغربية احتواء الغضب الشعبي مع الحفاظ على مشاريعها الرياضية. تمثل سلسلة الوفيات والإصابات نقطة تحول في هذه التعبئة، التي تبدو الآن مستعدة لتكثيف أعمالها للحصول على استجابات ملموسة لمطالبها.

نقاش حول هذا المنشور