تحت مراقبة دبلوماسية مشددة، بدأ مبعوثون إسرائيليون وحركة حماس يوم الاثنين في مصر محادثات غير مباشرة في إطار خطة السلام التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. تهدف هذه المحادثات، التي تُعقد في شرم الشيخ، إلى وضع أسس لوقف إطلاق نار دائم بعد عامين من الحرب المدمرة في غزة.
يشارك في المحادثات ممثلون عن الولايات المتحدة وقطر ومصر، الذين يلعبون دور الوسطاء. يحضر جاريد كوشنر، مستشار وصهر دونالد ترامب، شخصياً هذه الأعمال.
تركز المناقشات على تحرير الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين في غزة – سواء كانوا أحياء أو أموات – مقابل الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. من المتوقع أن تشمل المرحلة الأولى من الاتفاق أيضاً تنفيذ وقف كامل لإطلاق النار وضمانات إنسانية للمدنيين الفلسطينيين.
أعلنت واشنطن عن رغبتها في وقف إطلاق نار “دائم”. صرح الرئيس الأمريكي أمس أن المحادثات قد تستمر “عدة أيام”، مؤكداً أنه تلقى تأكيداً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن التوقف التدريجي للحملة العسكرية على القطاع الفلسطيني.
كما أشار دونالد ترامب إلى رغبته في “تحويل هذه الهدنة إلى عملية سياسية شاملة” تؤدي إلى اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية، وهو وعد في صميم خطته الدبلوماسية للشرق الأوسط.
من جهتها، أعربت الاتحاد الأوروبي عن رغبتها في المشاركة في الهيئة الدولية الانتقالية المقررة لغزة.
قالت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، كايا كالاس، خلال زيارتها للكويت: “لأوروبا دور مهم يجب أن تلعبه ويجب أن نكون جزءاً من هذه العملية”. ترغب الاتحاد الأوروبي في الانضمام إلى “لجنة السلام” المستقبلية التي تم التطرق إليها في خطة ترامب، والتي تهدف إلى الإشراف على إعادة الإعمار والحكم الانتقالي للقطاع الغزاوي.
من الجانب الفلسطيني، يطالب حماس بضمانات ملموسة بشأن إنهاء الحصار على غزة وإعادة إعمار الإقليم المدمر بسبب عامين من القصف.
يبقى العديد من المراقبين حذرين، مشيرين إلى فشل المبادرات الدولية السابقة، التي غالباً ما تعرقلها عدم الثقة بين الجانبين وهشاشة التوازنات الإقليمية.
نقاش حول هذا المنشور