نشر العالم الهولندي، المثير للجدل، فرانك هوغربيتس، الاثنين الماضي تنبؤ الهيئة التي يتبعها والتي جاء فيها: أنه”قد يحدث نشاط زلزالي أقوى (مجمعة) في الفترة من 20 إلى 22 فبراير تقريبًا، ومن المحتمل أن يبلغ ذروته في يوم 22″. وعلّق بالقول: “نشرة الأمس في حال أنكم لم تروها”.
وبالفعل فقد صدقت من جديد تنبؤات العالم، حيث ضرب زلزالان جديدان بقوة 6,4 و5,8 درجات على مقياس ريشتر مساء الإثنين محافظة هاتاي جنوب تركيا، وفق ما أعلنت هيئة إدارة الكوارث التركية (أفاد).
كان مركز الهزة الأرضية الإثنين في بلدة دفني بولاية هاتاي التركية، وهي واحدة من أكثر المناطق تضررا من زلزال 6 فبراير الذي بلغت قوته 7.8 درجة.
وفي سوريا المجاورة، أصيب 47 شخصا في حلب أثناء محاولتهم الفرار وسط حالة من الذعر، وفق وكالة سانا. أما رئيس منظمة الخوذ البيضاء فقد أحصى 125 جريحا في شمال البلاد.
بالإضافة إلى زلزال هز طاجيكستان في حوالي الساعة 8:37 من صباح اليوم الخميس (0037 بتوقيت غرينتش) على عمق 10 كيلومترات وهو الأقوى في الـ3 أيام الأخيرة.
وكان التلفزيون المركزي الصيني “سي.سي.تي.في” CCTV، قد أعلن نقلا عن مركز شبكات الزلازل الصيني، أن زلزالا بقوة 7.2 درجة هز طاجيكستان في حوالي الساعة 8:37 صباحا (0037 بتوقيت غرينتش) على عمق 10 كيلومترات.
يشار إلى أن هذا العالم، كان قد تنبأ بزلزال تركيا المدمر قبل وقوعه بثلاثة أيام، حيث قال قبل يومين من الكارثة على حسابه في “تويتر”: “لا تنتظروا مني أن أقدم تنبؤات خاصة ببلد أو مدينة. كما قلت من قبل أنا لست نبيا”.
وكان العالم قد ظهر في فيديو بثه على “يوتيوب” بعد وقوع زلزال تركيا بأربعة أيام، وتوقع فيه بحدوث هزة قوية، كما تحدث عن إمكانية حدوث زلزال يشمل مصر ولبنان، ما أثار جدلا واسعا في المنطقة.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن هزة أرضية بقوة 4.2 درجات على مقياس ريختر قد ضربت كلا من لبنان وفلسطين، صباح الأربعاء الـ 22 من فيفري الجاري.
من هو فرانك هوغيربيتس؟
أشارت تقارير إعلامية أن هوغيربيتس لم يحصل على أي “دراسة متخصصة” في علم الزلازل، كما “لا توجد دراسة علمية وحيدة تحمل اسمه”، بل إنه لا يعرّف نفسه اساا بأنه عالم زلازل، ويستخدم على حسابه بموقع “تويتر” تعريف “باحث ومبرمج”.
وتقول هيئة المسح الجيولوجي الأميركي في إجابة عن سؤال تلقّته بشأن ما يتردد عن تصريحات الهولندي هوغيربيتس، وغيره ممن ادّعوا أن تنبؤاتهم بشأن الزلازل “وافقت الواقع”، إنه يجب أن يحدد التنبؤ بالزلازل ثلاثة عناصر:”التاريخ والوقت”، ثم “الموقع”، وأخيراً “المقدار”.
وتوضح الهيئة الأميركية، دون أن تشير إلى اسم بعينه، أنه “من الممكن أن يقول شخص ما إن هناك زلزالاً بقوة أربع درجات سيقع في مكان ما في الولايات المتحدة في الأيام الثلاثين القادمة، وإذا حدث زلزال، فإنه يزعم النجاح رغم أن ما قاله يفتقر إلى عنصر أو أكثر من عناصر التنبؤ”.
أما بخصوص أسلوب المتنبئين فقد تحدثت العالمة في برنامج مخاطر الزلازل بهيئة المسح الجيولوجي الأميركية، سوزان هوغ، عن الأسلوب الذي يعتمده هوغيربيتس وغيره من المتنبئين، حيث أشارت في تصريحات لصحيفة -الشرق الأوسط- إلى “ورقة بحثية صدرت في عام 2002 تحدثت عن احتمال وقوع زلزال في جنوب هايتي، قبل 8 سنوات من الزلزال المدمر عام 2010، لكن لم يخرج الباحثون عندنا للقول إنهم تنبؤوا بحدوث زلزال، لم يحدث ذلك، والآن يتحدث العلماء عن احتمال حدوث زلزال كبير على صدع سان أندرياس الجنوبي أو صدع هايوارد في كاليفورنيا، وقد يكون على بُعد يوم واحد أو 75 عاماً، فعلى المقاييس الزمنية البشرية، لا توجد طريقة لعمل تنبؤات موثوقة على المدى القصير”، وفق تقديرها.
وتضيف العالمة أن “المتنبئين الهواة يلعبون نفس اللعبة، فهم يقومون بالكثير من التنبؤات الغامضة، ولا يعترفون بأخطائهم، ويدّعون النجاح عندما تحدث الزلازل”، على حد تعبيرها.
وتواصل هوغ شرح أساليب المتنبئين قائلةً: “عادةً، إذا وقع زلزال متوسط، فهناك احتمال واحد من كل 20 لحدوث زلزال أكبر في غضون الأيام الثلاثة المقبلة، لذلك، إذا قام أحد المتنبئين الهواة بعمل تنبؤات على وسائل التواصل الاجتماعي في كل مرة يحدث فيها زلزال متوسط، فسيكون على حق في النهاية”.
-وكالات-
نقاش حول هذا المنشور