تداول ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي وعدد من المواقع الإلكترونية الليبية والعالمية صورا لعمليات تعذيب وحشية في سجن قرنادة، الواقع على بعد حوالي 200 كيلومتر شمال شرق بنغازي.
ويشتهر هذا السجن شديد الحراسة، والذي تديره القوات الخاصة التابعة للمشير خليفة حفتر منذ عام 2015، بالانتهاكات المنهجية التي يتعرض لها السجناء، بما في ذلك الضرب والمعاملة اللاإنسانية التي تؤدي غالبًا إلى الوفاة، وفق منظمات حقوقية دولية.
وأظهرت مقاطع الفيديو المسربة السجناء وهم يتعرضون للضرب العنيف بالعصي والسياط على أيدي رجال يرتدون الزي العسكري.
وفي أحد هذه المقاطع، يُجلد رجل يرتدي الملابس الداخلية فقط في الممر، بينما يُضرب رجل في الستين من العمر بشكل متكرر بالعصا حتى يسقط على الأرض.
ويظهر مقطع فيديو آخر مجموعة من السجناء متجمعين داخل زنازين السجن وأيديهم متشابكة فوق رؤوسهم. ويهددهم اثنان من الجنود بمزيد من التعذيب.
ومن بين السجناء يظهر شخص يتوسل الرحمة، ويده مغطاة بالضمادات وهو مشهد وقع تداوله عالميا ومحليا على نطاق واسع.
ويضم السجن شديد الحراسة في قرنادة عدة مئات من السجناء، كثير منهم يشتبه في أنهم مقاتلون إسلاميون متطرفون.
وتم القبض على هؤلاء الأفراد بشكل رئيسي بين عامي 2014 و2019، خلال عملية كبيرة نفذتها القوات الموالية لحفتر في شرق ليبيا حيث تفيد التقارير المتطابقة أن أغلب السجناء متهمون بالانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وأمضى العديد منهم سنوات في انتظار المحاكمة.
ويشار إلى أن سجن قرنادة هو نفسه الذي كان يديره محمود الورفلي، الضابط السابق في قوات حفتر الخاص، لتنفيذ عمليات إعدام بإجراءات موجزة وتصويرهم، ليطلب على اثرها من طرف المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وإعتبرتت منظمة العفو الدولية بأن ظاهرة الإفلات من العقاب المترسخة في شرق ليبيا قد شجعت جيش جيش حفتر على تكثيف القمع ضد المنتقدين والمعارضين.
من جانبها سلطت منظمة الصحة العالمية الضوء على زيادة في الفيضانات في نظام الصرف الصحي في سجن قرنادة بين عامي 2018 و2022.
يذكر أن شرق ليبيا يسيطر عليه المشير خليفة حفتر ويتخذ من بنغازي عاصمة له ويُعرّف نفسه بأنه القائد الأعلى للجيش الليبي، وتدير مناطق سيطرته حكومة أسامة حماد غير المعترف بها دوليا.
أما الغرب الليبي (إلى حدود أطراف مدينة سرت الغربية) فتسيطر عليه حكومة عبد الحميد الدبيبة المعترف بها دوليا.
نقاش حول هذا المنشور