شهدت مدينة “الجميل” الحدودية مع تونس مواجهات عنيفة منذ عشية الأمس الثلاثاء 07 ماي 2024 وحتى ساعات الليل بين مليشيا “من مدينة الزواية” وتشكيلات مسلحة من داخل المدينة.
واندلعت المواجهات إثر استهداف مليشيات مسلحة من مدينة الزواية لمواطن من مدينة الجميل وحرق سيارات مدنيين وذلك اثر مطالبة أهالي المدينة الحدودية بمغادرة كافة التشكيلات المسلحة وان تتولى الأجهزة الرسمية للدولة تسلم مقاليد المدينة وهو ما رفضته المليشيات القادمة من مدينة الزواية.
واتسعت المواجهات لتشمل مدينة رقدالين (60 كلم على الحدود مع تونس)، وذلك لتواجد ذات المكون القبلي في المدينتين (قبيلة النوايل).
ولم تعلق حكومة الوحدة الوطنية الليبية المسيطرة على الغرب الليبي والمعترف بها دوليا على المواجهات، بينما تدخلت وسائط قبلية لايقاف المواجهات في ساعة متأخرة من الليلة.
ويتوقع أن تؤثر هذه المواجهات المسلحة على اعادة فتح معبر رأس جدير الحدودي مع تونس خاصة وأن الغرب الليبي على صفيح ساخن منذ مارس الماضي.
وشهد شهر مارس الماضي مواجهات دامية بين مليشيات مسلحة في مدينة الزواية الواقعة غرب العاصمة طرابلس.
كما شهد معبر رأس جديد الحدودي مع تونس يوم 18 مارس 2024 مواجهات بين ما يسمى بالغرفة العسكرية التابعة لمدينة زوارة (40 كلم على الحدود مع تونس) وما يسمى بجهاز انفاذ القانون التابع لحكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وادت تلك المواجهات الى اغلاق المعبر منذ ذلك الحين الى اليوم رغم اعلان عماد الطرابلسي، وزير الداخلية الليبي في زيارة اداها الى تونس اول امس إتمام كافة الإجراءات لاستئناف الحركة بهذه النقطة الحدودية.
ورغم ما تتظاهر به حكومة الوحدة الوطنية الليبية من بسط يدها على كافة المناطق وسيطرتها على اغلب المرافق الا ان المكون المسلح يبقى الاقوى على الميدان.
ففي العاصمة طرابلس يتواجد تشكيلات مسلحة مسيطرة على مناطق ومرافق، كما ان كل مدينة بالغرب الليبي تسيرها غرفة عسكرية خاصة بها وان بدت ظاهريا انها تتلقى أوامر من الدبيبة ووزرائه.
وتشهد ليبيا عموما انقساما سياسيا وعسكريا، حيث يتواجد بالبلد حكومتين، واحدة بطرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة واخرى ببنغازي برئاسة اسامة حماد.
الانقسام طال كذلك المؤسسة التشريعة فالبرلمان بالشرق يعتبر الجهة التشريعية المعترف بها، بينما يقع بالغرب المجلس الاعلى للدولة.
نقاش حول هذا المنشور