بثّ الإعلام الرسمي الجزائري، الجمعة، تقريرا ناريا هاجم بشدة دولة الإمارات العربية المتحدة، واصفا اياها ‘بالدويلة المصطنعة’ ومتهما إياها بتعمد إثارة النعرات العرقية في الجزائر، وذلك بعد يوم واحد من بث قناة سكاي نيوز لحوار مع المؤرخ الجزائري محمد أمين بلغيث ينفي وجود الامازيغ ويقول أنهم عرب قدامى.
وافتتح التلفزيون الجزائري الرسمي نشرته الرئيسة ببيان افتتاحي غير مسبوق، واصفا الامارات بأنها “تحولت إلى مصنع لإنتاج الشر والفتنة، وعادت هذه المرة عبر إحدى قنواتها (اللقيطة) لتنفث شكلاً جديداً من السموم والوساخة والعفن والوقاحة وسط الجزائريين”.
وجاء في التقرير: “ليست المرة الأولى التي تُقدم فيها (دويلة) الإمارات (المصطنعة) على التهجم على دولة الجزائر السيدة، الكبيرة والشامخة، بلا سبب، سوى تقديم المزيد من الولاء لكيانات شبيهة في الاصطناع”.
واعتبر تلفزيون الجزائر الحوار مع بلغيث مساساً بالهوية الوطنية وإثارة للنعرات العرقية وإلغاء لمكون ثقافي وهويّاتي أساسي في البلاد.
ووصف البيان البرنامج بأنه “ككل مرة، صاحب نفس مريضة، وتاجر أيديولوجيا في سوق التاريخ. فكانت الأسئلة مسمومة، وجاءت الأجوبة وقحة، خالية من أي سند علمي، وبعيدة عن أي طرح موضوعي، وعاد بنا البرنامج الأرعن إلى أسطوانة مشروخة بالية تحاول التشكيك في أصول الجزائريين وضرب التناغم بين مكونات هويتهم”.
وأضاف المصدر نفسه: “وبالرغم من حكمة الجزائر العريقة وتبصرها وتعقلها وهدوئها وسعة صدرها، وعلى الرغم من كل التنبيهات المباشرة والمبطنة، التي كانت ترجو من المتآمرين أن يتورعوا، تصر الإمارات على إدارة ظهرها لكل ما سبق من مودة، ولكل ما سُجل من مواقف داعمة وناصرة حين التأسيس، قبل خمسة عقود”. وأضاف أن “الجزائري لا يمكن أن يغض الطرف عن الجراءة على وحدته، والمساس بأسس هويته وثوابت دستوره. فاليد التي تمتد تقطع، والقدم التي تطأ تبتر، واللسان الذي يطلق يقلع”.
وترى الجزائر أن الإمارات “تجاوزت هذه المرة كل الخطوط الحمر، وكل الحدود التي يمكن أن تغض الجزائر الطرف عنها أو تسكت. والجزائر لن تقف باكية على الأطلال، لكنها سترد الصاع صاعين”، دون أن يوضح البيان طبيعة الرد السياسي الذي قد تعمد إليه الجزائر، أو ما إذا كانت ستلجأ إلى إجراءات دبلوماسية مثل استدعاء سفيرها من أبوظبي للتشاور، أو استدعاء السفير الإماراتي في الجزائر لإبلاغه احتجاجاً رسمياً على ما تعتبره الجزائر تطاولاً إعلامياً من قناة تملكها الإمارات وتبث من أراضيها.
وليست هذه المرة الأولى التي يهاجم فيها الإعلام الرسمي الجزائري الإمارات، إذ سبق أن وقعت مناكفات إعلامية حادة كما أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون هاجم الامارات في أكثر من مناسبة.
نقاش حول هذا المنشور