قامت الجهات الأمنية الفرنسية أمس الخميس 22 فيفري 2024 بترحيل الإمام التونسي محجوب محجوبي الذي يعمل في مسجد جنوب البلاد، بتهم “التطرف والترويج للكراهية في خطَبه والإدلاء بتصريحات غير مقبولة”، وذلك بعد أقل من 12 ساعة من اعتقاله.
وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان قد طلب الأحد الماضي سحب تصريح إقامة الامام التونسي كما طلب من المحافظ إبلاغ القضاء بالتصريحات التي أدلى بها إمام المسجد في مدينة بانيول-سور-سيز، ليصل الأمر إلى إعلان المدعية العامة في مدينة نيم، أنها فتحت تحقيقا أوليا في القضية.
وأوقف محجوبي أمام عائلته ظهر أمس الخميس بناء على قرار الترحيل، حسب محاميه سمير حمرون، ونُقل إلى أحد مراكز الاعتقال الإداري في منطقة باريس، ويعيش محجوبي في فرنسا منذ منتصف الثمانينيات، وهو متزوج وأب لأربعة أبناء.
واتُخذت الإجراءات بحق محجوبي على خلفية مقطع فيديو ظهر فيه وهو يصف “العلم الثلاثي الألوان” بأنه “علم شيطاني ولا قيمة له عند الله”، بما فسّره دارمانان أنه حديث عن العلم الفرنسي.
وفي رده على الاتهامات الموجهة اليه أكد محجوبي أنه كان يشير إلى الأعلام المتعددة التي رفعت في كأس أمم أفريقيا وفرّقت المسلمين، وقال “أنا لست فولتير أو فيكتور هوغو، فبدلا من أن أقول كل هذه الأعلام المتعددة الألوان أو المختلفة، قلت كل هذه الأعلام ثلاثية الألوان، ولكن لم أكن أتحدث عن فرنسا”.
ومحجوبي ليس أول إمام ترحله فرنسا، فقد سبق أن رُحّل عبد الرحيم صياح بتهمة الترويج لأعمال إرهابية، وصياح جزائري كان مسؤولا في مسجد في فرنسا أُغلق في 2018، وتعدّه السلطات “زعيما للسلفية” وقد رُحّل إلى الجزائر في جوان الماضي.
وفي مطلع 2020، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نيّته إنهاء مهام نحو 300 إمام أرسلتهم دول مختلفة، وفي الوقت نفسه زيادة عدد الأئمة المتدربين في فرنسا.
ومنذ الأول من جانفي الماضي، لم تعُد فرنسا تقبل تعيين الأئمة الجدد الأجانب الذين ترسلهم دول أخرى.
نقاش حول هذا المنشور