تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو لجيش الاحتلال الإسرائيلي يظهر فيه عدد من المدنيين الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم شمال القطاع المحاصر وذلك لرفضهم النزوح إلى جنوب القطاع وتمسكهم بأرضهم.
وتسرّبت هذه الجريمة التي تنضاف لجرائم الصهاينة عندما قام أحد الجنود الإسرائيليين بنشر مقطع فيديو يوثق تعرية السكان المدنيين شمال قطاع غزة بذريعة انتماء بعضهم للفصائل الفلسطينية المقاومة في غزة.
وبينما تقف المنظومة الدولية بهياكلها وأجهزتها القضائية عاجزةً عن ردع هذه الجرائم وملاحقة مُرتكبيها، فإن التساؤل يُطرح في كل مرة تتكرر فيها هذه الجرائم حول ما إذا كانت السياسة الجنائية الدولية في ملاحقة مجرمي الحرب تقوم فعلا على أسسٍ أخلاقية مجرّدة لا تميّز بين جنس الضّحايا والجناة ولا دينهم أو عرقهم، أم أنها ليست في الواقع سوى إحدى تجليّات منطق القوة وتسعى لتوظيفها بشكل انتقائي كوسيلة ضغط وهيمنة في علاقاتها مع بقيّة الدّول.
ولم يترك الاحتلال الإسرائيلي جريمة واحدة من الجرائم التي نصّ عليها نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدّولية، ولا تلك التي نصّت عليها اتفاقيات جنيف الأربع، ولا أية جريمة أخرى نص عليها ميثاقٌ أو عرفٌ دولي قديم أو حديث، إلا وارتكبها.
ومارس الاحتلال في غزة جرائم الإبادة الجماعية، والجرائم ضدّ الإنسانية، وجرائم الحرب، والتهجير القسري، واستهدف المستشفيات والمرافق الصّحية ودور العبادة، وقطع إمدادات الماء والكهرباء، وقصف المناطق التي أعلن هو نفسه بأنها “آمنة”، ناهيك عن استهداف الصحافيين وطواقم الإسعاف وشاحنات الإغاثة، وآخرها تعرية سكان مدنيين في مشهد مشابه لتلك التي كانت تنشرها داعش وتلقى رفضا دوليا واسعا.
هذا ويتواصل القصف على غزة في اليوم الـ63 من العدوان، حيث كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي من قصفه للمناطق السكنية بالقطاع، وارتكب مجازر جديدة استشهد فيها العشرات في رفح وخان يونس ومدينة غزة وجباليا.
وقد أكدت وزارة الصحة بغزة أن الحصيلة الإجمالية لشهداء العدوان الإسرائيلي تجاوزت 17 ألفا، وأن عدد المصابين ارتفع إلى 46 ألفا.
من جانبه أقر جيش الاحتلال بمقتل ضابطين خلال المعارك الدائرة مع المقاومة في شمال وجنوب القطاع، أعلنت كتائب عز الدين القسام مقتل جندي أسير خلال محاولة إسرائيلية “فاشلة” لاستعادته.
תיעוד העצורים בעזה על ידי כוחות צה”ל@ItayBlumental pic.twitter.com/MRxmuq4xLs— כאן חדשות (@kann_news) December 7, 2023
نقاش حول هذا المنشور