منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الإيطالية فرانشيسكا ألبانيزي من الدخول في إشارة لمنشور لها ردا على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقالت وزارتا الخارجية والداخلية في حكومة الاحتلال الإسرائيليةإن القرار مرتبط “بادعاءاتها الفاضحة بأن ضحايا مجزرة 7 أكتوبر لم يقتلوا بسبب يهوديتهم، بل ردا على القمع الإسرائيلي”.
وكانت ألبانيزي قد ردت على منشور للرئيس الفرنسي على منصة (إكس) قال فيه إن يوم 7 أكتوبر شهد “أكبر مذبحة معادية للسامية في القرن الحادي والعشرين”. وقالت “أكبر مذبحة معادية للسامية في قرننا؟ لا يا سيد ماكرون. الضحايا لم يقتلوا بسبب يهوديتهم، بل رداً على القمع الإسرائيلي. ولم تفعل فرنسا والمجتمع الدولي شيئاً لمنع ذلك. احترامي للضحايا”.
وقالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المستقلة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي إنه “على مدى عامين، حرمتني إسرائيل من القيام بعملي كما طلبت الأمم المتحدة من خلال عدم تسهيل دخولي إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وأضافت في تصريح إعلامي أمس الاثنين لوكالة (آدنكرونوس)، بعد صدور دعوات من مسؤولين إسرائيليين لإقالتها من منصبها، “السلطات الإسرائيلية تمنع منذ 17 عامًا دخول جميع المقررين الخاصين الذين تولوا هذه الولاية”.
واعتبرت ألبانيزي أنه ” يجب قراءة هجوم حماس في 7 أكتوبر والحكم عليها في سياق القمع الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، في ظل 56 عاما من الاحتلال غير القانوني ونظام الفصل العنصري العنيف”.
وقالت “الباقي هو وسيلة لصرف الانتباه عما يحدث في غزة خاصة منذ 7 أكتوبر الماضي”، فـ”هناك حوالي 30 ألف قتيل لا يظهروا في الأخبار في الغرب، 70% منهم نساء وأطفال، و10 آلاف ما زالوا تحت الأنقاض، ونحو 70 ألف جريح، ومليوني نازح، ومجازر يومية ومتواصلة على الرغم من التدابير الاحترازية التي فرضتها محكمة العدل الدولية والتي اعترفت
وفي سياق متصل طالب وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإقالة الخبيرة الإيطالية.
وكتب كاتس على منصة (إكس) “لقد ولى زمن الصمت اليهودي. لكي تستعيد الأمم المتحدة مصداقيتها وقيادتها، يجب على أنطونيو غوتيريش أن ينأى بشكل لا لبس فيه عن التصريحات المعادية للسامية التي أدلت بها مبعوثتهم الخاصة فرانشيسكا ألبانيزي، وأن يقيلها من منصبها على الفور.
وأضاف “إن منع دخولها إلى إسرائيل سيكون بمثابة تذكير صارخ بالفظائع التي ارتكبتها حماس، بما في ذلك الاستهداف الوحشي للأبرياء”.
موقف الخارجية الإيطالية:
وفي تعليقه على الأمر قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني إنه “لا يتفق مع كلمة واحدة” مما قالته مواطنته مقررة الأمم المتحدة الخاصة المستقلة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي.
وقال تاياني، في تصريحات إذاعية صباح اليوم الثلاثاء “لم يكن هجوم حركة حماس هجوما عسكريا، بل مطاردة لليهود، وهو عمل كانت له عواقب غير إنسانية ولا يمكن استيعابها من تدنيس للجثث. إنه أمر لم يسبق له مثيل في أي حرب”.
وقال رئيس الدبلوماسية الإيطالية: “لهذا السبب أتفهم رد فعل حكومة إسرائيل”، التي قررت منع ألبانيزي من دحول البلاد وطالبت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإقالة الخبيرة الإيطالية نظرا لتصريحاتها “المعادية للسامية”.
وأضاف تاياني: “عندما يكون هناك صراع، ينبغي دائمًا أن نكون حذرين للغاية، وإذا أردنا السلام، فيجب أن تستهدف دائمًا الحقيقة”، مشيرًا إلى أن “حماس منظمة إجرامية تستهدف المدنيين الإسرائيليين ببرود، ولم تنفذ أي عملية ضد ثكنة للجيش الإسرائيلي، بل قامت بمطاردة اليهود”. وزاد “بعد قولي هذا، طلبنا من إسرائيل منذ البداية أن يكون لها رد فعل متناسب”.
مواقف ايطالية أخرى مناوئة للاحتلال الإسرائيلي:
واتسعت دائرة الاصوات الرافضة لسياسة الابادة الإسرائيلية في غزة بالغرب عموما وبايطاليا خصوصا حيث وصف سياسي إيطالي معارض، ما يفعله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قطاع غزّة، بأنه “خطير ولا إنساني”.
وكتب زعيم حزب “التحرّك”، كارلو كاليندا، في منشور على مدونة (إكس) اليوم الثلاثاء، “إن الاقتراحات المطروحة على البرلمان بشأن اتخاذ موقف من الحرب في الشرق الأوسط، ما هي إلا لعبة تموضع”، مؤكداً القول: “نحن لسنا متحمسين لها”.
وأكد كاليندا القول: “لقد دعمت حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها دائماً، وبشكل خاص بعد أحداث السابع من أكتوبر”، الماضي “لكن ما يفعله نتنياهو في غزة يُعدّ أمراً خطيراً وغير إنساني”. واختتم بالقول إن “عليه أن يغادر القطاع في أسرع وقت ممكن”.
نقاش حول هذا المنشور