يثير الوضع في حديقة الحيوانات بڨفصة قلقاً شديداً، بعد نشر تقرير على موقع فرنسي هاوٍ يصف حالة الحيوانات الموجودة في الموقع بأنها «كارثية». الوثيقة، التي كتبها ناشط بيئي، ترسم صورة مقلقة لظروف الحياة داخل هذه المنشأة العامة التونسية.
وفقاً للتقرير، تظهر العديد من الحيوانات نحيلة، وتعاني من الجوع والعطش وغياب تام للرعاية البيطرية. ويشير الكاتب إلى غياب واضح للمتابعة والعناية، مؤكداً أن بعض الحيوانات تُترك لمصيرها في بيئة متدهورة وغير ملائمة لاحتياجاتها البيولوجية. وتُعتبر الرئيسيات، على وجه الخصوص، متأثرة باضطرابات تُشبه أشكالاً من الضيق النفسي، المرتبطة بالعزلة والحبس المطول.
لا يتردد التقرير في استخدام نبرة حادة لوصف الوضع، مشيراً إلى مخلوقات محرومة من بيئتها الطبيعية وحريتها. ويتحدث عن واقع «صادم» و«لا يُحتمل»، محملاً المسؤولية البشرية عن المعاناة التي تُلحق بهذه الحيوانات.
أمام هذا الوضع، تم إطلاق نداء عاجل لإنقاذ حيوانات حديقة ڨفصة. يدعو التقرير إلى تعبئة جماعية من خلال نشر عريضة والاتصال بالمنظمات الدولية الكبرى لحماية الحيوانات، من أجل ممارسة ضغط كافٍ لإحداث تدخل سريع.
الحاجة إلى التحرك قبل فوات الأوان
«لا يمكننا انتظار أن يغير المسؤولون عن هذا المكان مصير هذه الحيوانات من تلقاء أنفسهم»، يؤكد النص، مشدداً على ضرورة التحرك قبل فوات الأوان، خاصة بالنسبة للأنواع الأكثر ضعفاً. توصف الحيوانات بأنها «ضحايا صامتة»، غير قادرة على التعبير عن معاناتها.
يبدو أن هذه التعبئة تجد صدى بالفعل. تم جمع ما يقرب من 14000 توقيع عبر الإنترنت لصالح عريضة تدعو إلى تدخل عاجل لإنقاذ حديقة الحيوانات وتحسين ظروف حياة الحيوانات المحتجزة فيها.
بالتوازي، تُظهر عدة فيديوهات متداولة مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي حيوانات في حالة مقلقة داخل الحديقة، مما يغذي الاستياء ويعيد فتح النقاش حول إدارة حدائق الحيوانات في تونس، ومدى توافقها مع المعايير الدولية ومسؤولية السلطات المحلية.
تعيد هذه القضية إلى الواجهة مسألة حماية الحيوانات وضرورة الرقابة الصارمة على المنشآت التي من المفترض أن تضمن رفاهية الأنواع البرية، في بلد لا يزال هذا الموضوع فيه هامشياً إلى حد كبير في النقاش العا
نقاش حول هذا المنشور