تصل الوضعية البيئية والصحية في ولاية ڨابس إلى نقطة حرجة. حيث وقع حادث جديد للتسمم بالغاز في مدرسة شط السلام الإعدادية يوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025، مما أعاد الجدل حول الانبعاثات الصناعية للمجمع الكيميائي التونسي
حالة طوارئ صحية في المدرسة
تأثر العديد من تلاميذ مدرسة شط السلام الإعدادية بهذه الانبعاثات السامة الجديدة. الأعراض المبلغ عنها خطيرة، وتشمل حالات إغماء واختناق. وفي مواجهة هذه الحالة الطارئة، تم نقل التلاميذ المصابين بسرعة بواسطة سيارات الإسعاف إلى المستشفى الجامعي بڨابس لتلقي الإسعافات الأولية.
تم تأكيد هذه المعلومات من قبل جمعية “أوقفوا التلوث” البيئية وكذلك من قبل العديد من سكان المنطقة. الجميع يشيرون بأصابع الاتهام مرة أخرى إلى انبعاثات الغاز من إحدى الوحدات الصناعية التي تعمل تحت إشراف المجمع الكيميائي التونسي، المشتبه في كونها سبب هذا الاختناق الجماعي.
غضب شعبي وتعليق الدراسة
يأتي هذا الحادث في سياق توتر اجتماعي وبيئي شديد. فمنذ عدة أسابيع، يندد سكان ڨابس علنًا بالانبعاثات الغازية الخانقة التي تؤثر على جميع المواطنين، ولكنها تؤثر بشكل خاص على الأطفال. وقد واجهت مدرسة شط السلام الإعدادية بالفعل عدة حوادث مماثلة في الماضي.
في اليوم السابق للحادث، اتخذ أولياء تلاميذ المدرسة الابتدائية ڨناينة بشط السلام خطوة جذرية بإعلان تعليق دراسة أبنائهم.
يطالبون بتركيب نقطة صحية دائمة داخل المدرسة لتقديم الإسعافات الأولية فورًا في حالة الطوارئ ويرفضون إعادة أبنائهم إلى المدرسة ما لم يتم ضمان ظروف صحية مناسبة خالية من الغازات والروائح الضارة.
أمام حجم المشكلة، تناولت السلطات على أعلى مستوى في الدولة الملف. حيث استقبل رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، يوم السبت 8 نوفمبر 2025، في قصر قرطاج، علي بن حمود، مهندس في البتروكيمياء خريج جامعة شنغهاي.
تحدث رئيس الدولة عن الوضع البيئي الحرج في ڨابس وأشاد باستجابة المهندس “دون تردد” للدعوة للمشاركة بنشاط في البحث عن حل للمنطقة. والآن، هناك توقعات كبيرة بشأن الإجراءات الملموسة التي ستنتج عن هذا الالتزام لإنهاء هذا التهديد الصحي اليومي.

نقاش حول هذا المنشور