تتزامن هذه الفترة من كلّ سنة بتنامي ظاهرة التحيّل في مجال كراء المحلاّت المعدّة للسكنى لفائدة الطلبة٬ وأصبح العديد من السماسرة يبتكرون طرقا جهنميّة من أجل التحيّل وجني أموال طائلة.
حسب شهادات عدد من الطلبة فإنّ بعض السماسرة أصبحوا يعتمدون على مواقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» لنشر إعلانات «الإيجار» وذلك من خلال إيهام الباحثين عن السكن أنهم يديرون مكاتب خدمات عقارية ولديهم قائمة في المحلاّت المعدّة للإيجار..
وفي عديد الأحيان يتمّ مطالبة الطالب بدفع تسبقة في شكل «عربون» عن طريق حوالة بريدية ليكتشف فيما بعد أنه وقع في فخّ التحيّل وعادة ما يصل عدد الضحايا من الطلبة سنويا إلى العشرات إن لم نقل المئات.
ويغنم سماسرة العقارات أموالا طائلة يوميا وقد بيّنت منظمة الدفاع عن المستهلك في وقت سابق أنّ هناك من سماسرة العقارات من يكسبون ما يزيد عن 300 دينار يوميا عبر التحيّل وقد تلقّت المنظمة عدّة شكاوى. وشدّدت المنظمة في أكثر من مناسبة على ضرورة التعامل فقط مع مكاتب الخدمات والوكالات المرخّص لها.
وبلغ الأمر حدّ قيام طلبة برفع قضايا ضدّ أصحاب مكاتب عقارية افتراضية بعد أن قاموا بدفع تسبقات مالية هامة ولم يتحصّلوا في المقابل على حقهم في السّكن ليتبيّن أنّ بعض العروض التي يتمّ تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» وهميّة٬ كما يتعرّض الباحثون عن السكن الى أشكال مختلفة من الابتزاز.
وتشير آخر الإحصائيات إلى أنّ أكثر من ثلث الطلبة يلجؤون الى كراء الغرف وهي ظاهرة أضحت في ارتفاع ملحوظ خلال السنوات الأخيرة وذلك في ظلّ الارتفاع الكبير في أسعار المحلاّت المعدّة للسكن٬ إذ يشير آخر الدراسات إلى أنّ أسعار الكراء تضاعفت 3 مرات خلال الفترة الفاصلة بين سنتيْ 2019 و2023.
وأمام الارتفاع المتواصل في أسعار محلاّت السكنى المعدّة للكراء يلجأ العشرات من الطلبة الى تأجيل موعد العودة الجامعية أو تأخير عودتهم الى حين الردّ على مطالبهم المتعلّقة بإسعاف السكن.
نقاش حول هذا المنشور