تأزمت الوضعية المالية لأندية الرابطة الأولى واتسعت رقعة الديون٬ فكم من رئيس جمعية تورّط في صكوك دون رصيد؟ وكم من مسؤول دق ناقوس الخطر وطالب بالدعم ولكن لم يجد إلاّ الوعود الزائفة حتى أنّ بعضهم اضطرّ الى تسليم مفاتيح الجمعية الى الولاية..
الجامعة في نجدة الاندية
حسب آخر المعطيات فإنّ ديون أندية الرابطة الأولى وصلت الى أكثر من 140 مليون دينار واحتلّ النجم الساحلي الطليعة بديون فاقت 70 مليارا ولولا الدّعم السخيّ من الرئيس السابق رضا شرف الدين لعرف ليتوال وضعية حرجة ولا ننسى وقوف جامعة الكرة الى جانب اللجنة التسييرية والتي ساهمت في رقع عقوبة المنع من الانتدابات وحتى الترجي الرياضي دخل بطولة الديون وسجّلت ميزانيته عجزا بـ13 مليارا في موسم 2021-2022 و16 مليون دينار في موسم 2020-2021 إذ بلغت المصاريف 47 مليونا وكانت المداخيل في حدود 34 مليارا ساهم منها رئيس النادي حمدي المدب بـ18 مليارا..
ومازال النادي الرفريقي يتخبط في مشاكل مالية إذ نجحت هيئة يوسف العلمي في خلاص 75٪ من جملة الديون التي ناهزت 45 مليارا وبقي حوالي 3٬2 مليون دينار لرفع عقوبة «الفيفا» قبل شهر جوان.
ويمكن القول إنّ جامعة الكرة ساعدت الأندية المحترفة ودعّمتها بالملايين إذ ساهمت بأكثر من 18 مليارا في 3 سنوات وصبرت على كلّ الأندية ولم تطالبها بالديون لأنّ الفاتورة وصلت الى أكثر من 19 مليارا وزادت إدارة الجباية والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في تعقيد الوضعية المالية بحكم تفاقم الديون خاصة أنّ وزارة الشباب والرياضة اشترطت على كلّ الأندية تقديم ما يفيد تسوية وضعياتها الجبائية وتجاه الصندوق الوطني الذي يطالب من الجمعيات بـ55 مليارا في عام 2022 .
ديون بالمليارات
علما أنّ ديون النادي الصفاقسي ناهزت 20 مليارا ودفع الرئيس السابق المنصف خماخم من ماله الخاص أكثر من 10 مليارات (5 مليارات و54 ألف دينار في موسم 2018-2019)٬ فمداخيل النادي في موسمين بلغت 23 مليارا في حين وصلت المصاريف الى 38 مليارا…
وبلغت ديون نجم المتلوي حوالي مليون دينار فتي حين كانت ديون اتحاد تطاوين أكثر من مليارين.. ولم يصادق أحباء الملعب التونسي على التقرير المالي في عهد الرئيس السابق جلال بن عيسى والذي تضمّن عجزا بأكثر من ربع مليار في موسم واحد٬ أما هلال الشابة فرغم عدم حصوله على دينار واحد كمساعدة من جامعة الكرة بعد التعليق التعسّفي لنشاط الجمعية فإنّ عجزه المالي بلغ 3 مليارات و443 ألف دينار.
ولا ننسى أنّ بعض الجمعيات سجلت فائضا في الميزانية على غرار مستقبل سليمان إذ انتعشت كاسته بفائض قدره 23 ألف دينار في حين سجل الاتحاد المنستيري انتعاشة في ميزانيته بأكثر من نصف مليار وتمّ تدارك العجز المسجّل في السابق وقيمته 667 ألف دينار.. علما أنّ ميزانية أمل حمام سوسة سجلت عجزا بـ278 ألف دينار.. كما وصل عجز اتحاد بنقردان الى 557 مليارا…
وبلغت ديون النادي البنزرتي أكثر من 15 مليارا ومازال رئيس النادي السابق عبد السلام السعيداني في دوّامة الصكوك دون رصيد ويسعى الى تسوية الوضعية.
والمثير للاستغراب أنّ المكتب الجامعي لكرة القدم أطلق برنامج رقابة وإحاطة ودعم للجمعيات نظرا للصعوبات المالية وتفاقم ديونها٬ وكلّف هيئة يرأسها أمين مال الجامعة ابراهيم عبيد بمساعدة بمساعدة ثلّة من الخبراء في المجال المالي والقانوني برقابة التصرّف المالي لـ4 أندية وهي النادي الإفريقي ومستقبل قابس والنادي البنزرتي واتحاد بنقردان ولا أثر الى حدّ الآن لنتائج تقارير اللجنة إضافة الى مطالبة كلّ الأندية بتقديم تقرير مالية تقديرية قبل بداية كلّ موسم مع التهديد بمنع كلّ فريق منخرط في الجامعة من النشاط في صورة تفاقم ديونه وتعدّيها لسقف حدّده المكتب الجامعي…
ولكنّ هذا التهديد لم يلتزم به عديد الأندية وبالتالي تواصل الرعواني في بطولة محترفة اتّسمت بالارتجالية والإفلاس على كلّ الواجهات.
نقاش حول هذا المنشور