عُقد اجتماع يوم الثلاثاء بمقر ولاية ڨفصة بهدف إيجاد حلول لمشكلة انبعاثات الغاز من المجمع الكيميائي التونسي، وحدة المظيلة 1. ترأس الاجتماع والتي الجهةوضم الخدمات الجهوية والمجلس المحلي وعدة أطراف معنية.
أسفر الاجتماع عن تبني سلسلة من الإجراءات، من بينها تشخيص بيئي معمق بالتنسيق مع وزارة البيئة والوكالة الوطنية للتصرف في النفايات. كما سيتم تفعيل لجنة تقنية لضمان متابعة الملف واقتراح حلول ملموسة.
أعلنت السلطات بهذه المناسبة عن إطلاق طلب العروض لمشروع إعادة تأهيل وحدة حمض الكبريتيك، الذي كان من المقرر في الأصل عام 2019 ولكنه تأخر. هذا المشروع، الممول من قبل الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، يمثل استثمارًا بقيمة 80 مليون دينار. من المتوقع أن يساهم في تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت إلى 2.6 كغ لكل طن من حمض الكبريتيك المنتج.
تم بالفعل تخصيص شريحة أولى بقيمة 20 مليون دينار لاقتناء المعدات، بينما من المقرر فتح العروض في نوفمبر 2025.
أعلن الوالي أيضًا عن تخصيص 50 مليون دينار لمشاريع مكملة تهدف إلى مرافقة إعادة التأهيل وتحسين البيئة في معتمدية المظيلة.
يأتي الاجتماع بعد شكوى عاجلة وجهها المجلس المحلي للمظيلة يوم الاثنين إلى رئاسة الجمهورية ووزارات البيئة والصحة والطاقة. حيث ندد المجلس بالتدهور المستمر للوضع البيئي: انبعاثات سامة، روائح كريهة، أمراض مزمنة، تلوث الهواء والماء والتربة، بالإضافة إلى التداعيات الاجتماعية والاقتصادية.
في 11 سبتمبر الماضي، تم نقل عدة سكان إلى المستشفى بسبب حالات اختناق ناتجة عن تسرب غازات سامة من وحدة إنتاج المظيلة 1، مما يذكر بضرورة اتخاذ إجراءات تصحيحية عاجلة.
يذكر أن المجلس المحلي للمظيلة (ڨفصة) قدم يوم الاثنين شكوى عاجلة إلى رئاسة الجمهورية وعدة وزارات لتسليط الضوء على الانبعاثات السامة من المجمع الكيميائي التونسي، حيث يندد السكان بـ”كارثة بيئية مستمرة” تؤثر على صحتهم وتدمر أراضيهم منذ عقود.
يؤكد المجلس المحلي أنه انتقل إلى “مرحلة أعلى” باللجوء إلى القضاء. يأمل المنتخبون في تحديد المسؤوليات القانونية وفرض تطبيق المعايير البيئية. يحذرون من تزايد شبه يومي لحالات الاختناق في المدينة، داعين إلى تدخل فوري لتقليص الانبعاثات السامة.
أمس، اجتمع رئيس الجمهورية قيس سعيّد يوم الثلاثاء 30 سبتمبر في قصر قرطاج مع ثلاثة أعضاء من الحكومة: مصطفى الفرجاني (الصحة)، حبيب عبيد (البيئة) وفاطمة ثابت (الصناعة والطاقة والمناجم) للنظر في الأزمة البيئية الكبيرة في ڨابس.
وصف رئيس الدولة إقامة المجمع الكيميائي في ڨابس بـ”الجريمة الحقيقية” التي أدت إلى “اغتيال البيئة والصحة”، مشيرًا إلى أن تكرار حالات التسمم يوضح “نواقص خطيرة في الصيانة” وغياب استراتيجية حماية مستدامة.
نقاش حول هذا المنشور