السؤال يتكرر كثيراً في فترات موجات الحر: ما هي أعلى درجة حرارة تم تسجيلها في تونس على الإطلاق؟ يعود الرقم القياسي الوطني إلى 7 جويلية 1931، في ڨبلي، في الجنوب الغربي من البلاد. في ذلك اليوم، يُقال إن الزئبق وصل إلى 55 درجة مئوية، مما جعل هذه المنطقة الصحراوية واحدة من أكثر الأماكن حرارة على الكوكب.
لكن هذا الرقم، مهما كان مثيراً للإعجاب، يثير اليوم جدلاً حاداً. يعتقد العديد من علماء المناخ والمؤسسات المتخصصة، بما في ذلك المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن طرق القياس المستخدمة في ذلك الوقت لم تكن دقيقة بما يكفي لتأكيد مثل هذا الرقم القياسي. يُقال إن درجة الحرارة قد قيسَت في الظل، ولكن دون معايير صارمة للتعرض أو التهوية.
في المقابل، تشير السجلات الحديثة والموثوقة إلى أرقام قياسية أكثر اعتدالاً، لكنها لا تزال مقلقة في سياق المناخ الحالي. في 11 أوت 2021، تجاوزت مدينة القيروان عتبة رمزية بوصولها إلى 50.3 درجة مئوية، وفقاً للبيانات الرسمية للمعهد الوطني للرصد الجوي (INM). هذا هو الرقم القياسي الحديث الأعلى الذي تم تسجيله في تونس باستخدام أدوات تتوافق مع المعايير الدولية.
هذا الارتفاع في درجات الحرارة كان جزءاً من موجة حر إقليمية أثرت أيضاً على الجزائر المجاورة ودول أخرى في حوض البحر الأبيض المتوسط. يعكس هذا الاتجاه الأساسي: أن درجات الحرارة القصوى أصبحت أكثر شيوعاً في تونس، في ارتباط مباشر مع تأثيرات التغير المناخي.
إذا كان الرقم 55 درجة مئوية لا يزال محفوراً في الذاكرة، فإن عتبة 50.3 درجة مئوية في القيروان تشكل اليوم الرقم القياسي الحراري الموثوق به في البلاد.
نقاش حول هذا المنشور