توجّهت أرتال عسكرية ليبية عشية اليوم الى الحدود التونسية الليبية بأمر من وزير الداخلية الليبي “عماد الطرابلسي” وبأمر من رئيس الأركان الليبي “محمد الحداد”.
لماذا تتجه الى الحدود مع تونس ؟
وأين تمركزت؟
وتمركزت تلك التشكيلات العسكرية الضخمة والتي أظهرتها صور تم نشرها، بنقطتين على الحدود مع تونس، حيث اتجهت احداها الى منطقة العسة والتي تبعد قرابة 20 كلم على الحدود الصحراوية مع تونس والتي لا تقابلها اي مدينة من الجانب التونسي.
وتمثل تلك القوة التي ظهرت مدججة بالأسلحة وزارة الداخلية الليبية والتي تتلقى أوامرها من عماد الطرابلسي وزير الداخلية، في حين سيشرف عليها القائد الميداني عبدالحكيم الخيتوني وبمساعدة علي الجابري.
هذا وتوجهت القوة الأخرى والتي انطلقت من طرابلس والتابعة لرئاسة الأركان الليبية الى معبر رأس جدير الحدودي مع تونس، أين تم تنظيم افطار جماعي “للصلح” مع الكتيبة 105 مشاة التابعة لبلدية زوارة ذات المكون الأمازيغي وقوة التدخل الخاصة ” المقنعين” وتم الاتفاق على تأمين مشترك للمعبر وتجاوز الخلاف الذي جد يوم 18 مارس.
متى يفتح المعبر الحدودي بين تونس وليبيا؟
وتم في الأيام القليلة الماضية تنظيم عدد من الاجتماعات بين كل من وزارة الداخلية الليبية والغرفة العسكرية التابعة لبلدية زوارة لبحث سبل حلحلة الوضع سلميا وتجنب المواجهة المسلحة التي كانت في لحظة ما قاب قوسين أو أدنى خاصة بعد تصريحات وزير الداخلية الليبية عماد الطرابلسي التي توعد فيها بإستعادة النقطة الحدودية بالقوة.
ويتوقع أن يتم فتح معبر رأس جدير الحدودي بين تونس وليبيا في المدة القليلة القادمة خاصة بعد القرارات الأخيرة و”اقتسام” ادارة المعبر وصدور قرار بات من النائب العام في ليبيا بضرورة تكوين قوة مشتركة تؤمن المعبر (مشار اليها اعلاه).
ويذكر أن معبر ذهيبة وازن بقي مفتوحا أمام حركة العبور الا انه شهد ازدحاما بعد اغلاق معبر رأس جدير الذي يعتبر البوابة الحدودية الاهم بين البلدين.
ماذا حدث يوم 18 مارس؟
بالعودة الى الأحداث التي جدت يوم 18 مارس، فإن قوة تابعة لما يسمى بإدارة انفاذ القانون التابعة لوزارة الداخلية الليبية توجهت الى معبر رأس جدير الحدودي وتولت اعلام التشكيلات العسكرية المتواجدة فيه بضرورة الخروج منه لاستلامه بشكل رسمي.
ورفضت بلدية زوارة (40 كلم على الحدود مع تونس) اجراء وزارة عماد الطرابلسي لتقوم ما يسمى بالغرفة العسكرية التابعة لها بإقتحام المعبر بالقوة ونشوب مواجهات مسلحة ادت الى سقوط جرحى.
واتخذت السلطات الليبية المشرفة على المعبر قرار بتمرير معداتها الى الجانب التونسي في حين تناقلت وسائل اعلام متطابقة أن رئيس المعبر من جانبه الليبي عاد الى العاصمة طرابلس عبر مطار جربة جرجيس الدولي.
وقامت تونس بإغلاق المعبر من جانبها لساعات لتأمين الارواح ثم اعادت فتحه بشكل طبيعي، الا ان وزارة الداخلية الليبية اقرت اغلاق المعبر الى أجل غير مسمى.
وانسحبت اثر ذلك التشكيلات المسلحة التابعة لما يسمى بإدارة انفاذ القانون الى العاصمة طرابلس في حين تمركزت الغرفة العسكرية التابعة لبلدية زوارة بالمعبر الحدودي بين تونس وليبيا رافضة التنحي.
كيف كان الوضع قبل مواجهات 18 مارس؟
تسيطر بلدية زوارة ذات المكون الأمازيغي على المعبر الحدودي برأس جدير منذ أحداث 2011 التي أدت الى سقوط نظام العقيد معمر القذافي.
وتولت البلدية المذكورة ادارة المعبر منذ ذلك الحين وقد شهد المعبر طيلة العشرية الماضية حالة من الفوضى وغياب تمشي قانوني واضح، لعل اكبر دليل على ذلك فرض اتاوة مالية على التونسيين الداخلين ليبيا متمثلة في 45 دينار ليبي دون توضيح ماهيتها.
كما شهد المعبر تهريب العديد من السلع الممنوعة على غرار المخدرات والمشروبات الكحولية اضافة الى تهريب العملة الصعبة ولعل ما تقوم به الديوانة التونسية من حجز بين الفينة والاخرى أكبر دليل على ذلك.
وتعيش ليبيا عموما حالة انقسام سياسي، حيث يتواجد بالغرب حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة وهي الحكومة المعترف بها دوليا، في حين يتواجد بالشرق حكومة اسامة حماد غير المعترف بها دوليا.
الانقسام طال كذلك المؤسستين التشريعية والعسكرية، حيث يرى المجلس الاعلى للدولة بطرابلس (غرب) انه المشرع الوحيد في حين يعتبر مجلس النواب برئاسة عقيلة صالح والمتواجد ببنغازي (شرق) انه المشرع الشرعي.
اما عسكريا فيعتبر المشير خليفة حفتر نفسه انه قائد عام للجيش الليبي في حين يعتبر محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي والمعترف به دوليا قائدا عاما للقوات المسلحة الليبية.
نقاش حول هذا المنشور