كشف رئيس الجمهورية، قيس سعيد، في معرض حديثه عن أسباب حلّ مجلس نواب الشعب التونسي، في كلمة ألقاها لدى لقائه أمس الأربعاء الـ 14 من ديسمبر 2022، مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بأن العديد من النواب كانو ا قد دعوا إلى هذه الخطوة مذكرا في هذا الصدد بالنائب أنور بالشاهد الذي تعرّض للعنف من قبل نواب ائتلاف الكرامة والذي توجّه لقصر قرطاج مطالبا بحلّ البرلمان ، بالإضافة إلى الدعوات المتتالية من قبل المواطنين التونسيين الذين نادوا بحل البرلمان، وفق تصريح نقلته وزارة الخارجية الأمريكية.
وقال سعيّد في هذا السياق، ”لذلك قررت في النهاية حل البرلمان. لم يكن ذلك ممكنًا بالنسبة لي لأنني أرغب في الالتزام بالدستور الذي تم اعتماده في عام 2014 ، لذلك قررت بدلاً من ذلك تجميد البرلمان في ذلك الوقت. لماذا ؟ لأن البلاد كانت على شفا حرب أهلية في جميع أنحاء البلاد ، ولم يكن لدي بديل آخر سوى إنقاذ الأمة التونسية من القيام بأي عمل بغيض”.
وفي سياق متصل، أشار قيس سعيد في كلمته إلى الزيارات التي قام بها لعدّة مستشفيات قبل الـ 25 من جويلية، أين عاين حالات الوفيات والمصابين بوباء كورونا حيث كانت المنظومة الصحية آنذاك على مشارف الإنهيار، قائلا:”لم يكن بالمستشفى ماء ولا كهرباء ولا أكسجين”.
إلى ذلك اعتبر أنّ نواب البرلمان والأحزاب كانوا يتاجرون بآلام الناس مشيرا إلى حزنه مما حصل تجاه الشعب أمام فشل السياسيين والحكومة على إيجاد الحلول.
وختم سعيد بالقول ”لذلك اتخذت القرار بناءً على الفصل 80 من دستور 2014 لتجميد عمل البرلمان ” مشيرا إلى أنّه قام بإعلام رئيس الحكومة ورئيس البرلمان بذلك.
يشار إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية كانت قد أعربت في الـ 31 من مارس الماضي عن قلق واشنطن البالغ إزاء قرار الرئيس التونسي قيس سعيد، حل البرلمان التونسي الذي سبق أن علق مهامه في جويلية 2021.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس، قال للصحفيين آنذاك: “إن الولايات المتحدة أبلغت المسؤولين التونسيين مراراً، أن أي عملية إصلاح سياسي يجب أن تكون شفافة وتشمل الجميع”.
تصريح المسؤول الأمريكي جاء بعد أن أعلن قيس سعيّد، مساء الأربعاء 30 مارس الماضي، حل مجلس نواب الشعب من أجل ما وصفه بـ”الحفاظ على الدولة ومؤسساتها، وحفاظاً على الشعب التونسي”، وذلك على خلفية عقد جلسة لمجلس النواب خصصت لإلغاء قرارات سعيّد الاستثنائية.
يشار إلى أن رئيس الجمهورية يؤدي في الأثناء زيارة إلى واشنطن تمتد إلى غاية اليوم الخميس الـ 15 من ديسمبر الجاري، في إطار المشاركة في فعاليات الدورة الثانية لقمة قادة الولايات المتحدة الأمريكية وإفريقيا بدعوى من نظيره الأمريكي جو بايدن.
نقاش حول هذا المنشور