استقبل وزير التجهيز والإسكان، صلاح الزواري، يوم السبت 18 أكتوبر 2025، سفير جمهورية الصين الشعبية في تونس، وان لي. وقد خُصص اللقاء، الذي عُقد بمقر الوزارة، للوضع البيئي الحرج في ڨابس، وتحديداً لإعادة تأهيل وحدات الإنتاج في المجمع الكيميائي الموجود في منطقة شط السلام.
يُعتبر المجمع الكيميائي في ڨابس قلب الصناعة ولكنه أيضاً مصدر إزعاج كبير للمنطقة، حيث كان لسنوات محور الانتقادات بسبب الانبعاثات الملوثة، والتسربات الغازية، وإلقاء الفوسفوجيبس في البحر. هذا الموقع، الذي يُعتبر رمزاً للتصنيع ولكنه أيضاً للإهمال البيئي، تسبب في تدهور النظم البيئية البحرية والهواء وصحة السكان.
أمام الغضب المتزايد لاهالي الجهة وتزايد الاحتجاجات، وجدت الدولة نفسها مضطرة لتسريع البحث عن حلول دائمة. وفي هذا الإطار، يأتي اللجوء إلى الخبرة الصينية.
وفقاً لبيان الوزارة، تناولت المناقشات إمكانية إشراك الشركات الصينية في تحديث المنشآت الصناعية للمجموعة الكيميائية التونسية، خاصة في مجال معالجة الانبعاثات السامة، وترشيح الغازات، وإدارة النفايات الصناعية.
الجانب الصيني، الذي يتواجد بالفعل في تونس من خلال مشاريع البنية التحتية (الطرق السريعة، المستشفيات، الجسور)، يمكن أن يقدم تقنيات متقدمة في مجال إزالة التلوث الصناعي، وهو مجال تمتلك فيه خبرة قوية بعد أن واجهت أزمات تلوث مماثلة.
ويتمثل التحدي في استعادة جودة الحياة في منطقة طالما كانت مهمشة، وإعادة المصداقية للمجموعة الكيميائية التونسية، التي تُعتبر لاعباً استراتيجياً للاقتصاد الوطني ولكنها أضعفت بسبب سنوات من الجدل.
إذا تأكد التعاون مع الصين، فقد يكون هذا أحد المشاريع البيئية الأكثر أهمية في العقد.
نقاش حول هذا المنشور