إنتقد السكرتير الوطني لليسار الإيطالي وعضو مجلس النواب الايطالي عن تحالف الخضر نيكولا فراتويانّي الأحداث التي شهدتها مدينة صفاقس مؤخرا من مواجهات بين الأهالي ومهاجرين غير نظاميين من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
وإعتبر فراتويانّي إن “العنف العنصري” الذي بلغ ذروته في الأيام الأخيرة في تونس مدعاة للمقلق”، مشيرا في تصريح صحفي نقلته عنه وكالات أنباء إيطالية إلى أن ما وصفه بـ”التحريض العنصري من جانب رئيس الجمهورية قيس سعيد في صفاقس أسفر عن ضرب واعتقال ومطاردة للسود”.
وتابع فراتويانّي أن “الهدف هو اجبار المهاجرين من جنوب الصحراء على الفرار إلى الصحراء مع أطفالهم “.
كما إنتقد ذات المتحدث سياسة حكومة بلاده بشأن الهجرة حيث قال: “الرئيس سعيد هو المحاور الرئيسي لإيطاليا، التي في مقدمة دول الاتحاد الأوروبي في مفاوضات فاشلة لمنع تدفقات الهجرة”.
وقال السياسي اليساري المعارض “الآن أمام هذا التصعيد في العنف، فإن السؤال أكثر إلحاحًا: يجب ألا تدير حكومة ميلوني ظهرها، كما حدث بالفعل مع مصر في مقتل الباحث جوليو ريجيني ومع ليبيا في معسكرات الاعتقال التي نظمتها ميليشيات”، حسب تعبيره.
إتهامات متكررة من المعارضة الايطالية لميلوني بالتعامل في تونس مع دكتاتور
وسبق للمعارضة الايطالية أن إنتقدت تحركات رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تجاه تونس، حيث إتهمت المعارضة الايطالية أواخر جوان المنقضي المرأة بالتعامل في تونس مع دكتاتور.
إلا أن ميلوني التي أدت زيارتين متتاليتين إلى تونس وساهمت بشكل كبير في كسر “الحصار المالي” عن السلطة القائمة رفضت إتهامات المعارضة تلك بشدة.
وقالت ميلوني في معرض ردها على المعارضة بمجلس النواب عشية القمة الأوروبية اواخر جوان المنقضي: “دعونا لا نتطرق إلى موضوع الأنظمة الاستبدادية، لأنني لا أقبل دروسا من أولئك الذين ساروا جنبًا إلى جنب مع كوبا الشيوعية بقيادة فيدل كاسترو ومع جميع الديكتاتوريات الشيوعية الأخرى في العالم”.
وأضافت “باتهامكم للحكومة الإيطالية بالتعامل في تونس مع ديكتاتور، هل انتبهتم إلى أنني كنت في تونس مع رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس الوزراء الهولندي؟ هذا يعني أنكم تقولون أنني كنت ناجحة لدرجة التمكن من اقناع مفوضية الاتحاد الأوروبي بالتفاوض مع حكام مستبدين”.
وقالت رئيسة الوزراء “أنصح بالحذر من كلمات تستخدم في هذه الأمور. ما نحاول فعله مع تونس هو تجنب عجز دولة عن سداد الديون، وهي قبل كل شيء جارة”.
وأضافت وفق ما نقلت عنها وكالة آكي موجهة حديثها لصفوف المعارضة “نسعى لفعل ذلك من أجل مواطني تونس وهذا لا يهمكم لأنكم تختلقون من كل شيء قضية سياسية”.
وضع مشتعل بصفاقس يعيد الانتقادات بالعنصرية الى الواجهة من جديد
يذكر أن صفاقس شهدت خلال الأيام القليلة الماضية حالة من الاضطراب نتيجة مواجهات بين الأهالي ومواطنين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، كما زاد مقتل مواطن تونسي على يد مهاجر غير نظامي من توتير الاجواء.
من جانبه إجتمع رئيس الجمهورية قيس سعيد إثر تلك الأحداث بوزير الداخلية كمال الفقي وقيادات أمنية لتدارس الوضع، معتبرا أن الوضع بصفاقس غير عادي.
هذا وقامت جحافل من المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء بمغادرة مدينة صفاقس عبر رحلات القطار إثر عطلة عيد الأضحى.
من جانبها علقت عدد من المنظمات الوطنية على أحداث صفاقس حيث نشر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية دعا من خلاله وضع حد لما وصفها ب”الاعتداءات العنصرية بصفاقس”.
نقاش حول هذا المنشور