أجرى رئيس الجمهورية قيس سعيّد أمس السبت 2 مارس 2024 بالجزائر سلسلة من اللقاءات التي جمعته مع رؤساء الدول المشاركة في أعمال القمة السابعة لمنتدى البلدان المصدرة للغاز.
وأجرى سعيد محادثة مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر الشقيقة، أين أكّد خلال هذا اللقاء، على حرص تونس الراسخ على مواصلة العمل مع قطر من أجل مزيد تعزيز علاقات الأخوة الوثيقة والشراكة المتميزة مع دولة قطر في عدة مجالات خدمة للمصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين.
وبيّن رئيس الدولة أن هناك إرادة صادقة وعزم قوي على تطوير الروابط التونسية القطرية انطلاقا مما يجمع البلدين من إيمان مشترك بتوفّر فرص واعدة وكبيرة للتعاون والاستثمار، وفق نص بلاغ الرئاسة.
كما جدد رئيس الجمهورية التأكيد على موقف تونس الثابت من الحق الفلسطيني ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في استبساله في الدفاع عن حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة على كل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
ومن جانبه، أشاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالعلاقات القوية بين قطر وتونس، وأشار إلى أن بلاده ستواصل الوقوف إلى جانب تونس ودعم اقتصادها لا سيما عبر تعزيز الاستثمارات وتنفيذ مشاريع تنموية. كما أثنى، بالمناسبة، على تضاعف أعداد الجالية التونسية العاملة في قطر ودورها وكفاءتها.
واتفق رئيس الجمهورية وأمير دولة قطر، خلال هذا اللقاء، على عقد اللجنة العليا المشتركة في أقرب وقت بالدوحة والتي ستمثل اطارا ملائما لتنفيذ مشاريع استثمارية في عدة قطاعات وتعزيز نسق التبادل الاقتصادي والتجاري والثقافي وانتداب اليد العاملة والكفاءات التونسية.
كما اتفق رئيس الجمهورية و أمير دولة قطر على تبادل الزيارات قريبا لمزيد تعزيز سنة التشاور والتنسيق بين القيادتين، وفق المصدر ذاته.
كما التقى سعيد بإبراهيم رئيسي، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أين أعرب رئيس الجمهورية عن استعداد تونس لتعزيز روابط الأخوة والتعاون المتينة التي تجمعها بإيران، وتطلعها إلى أن تتطور هذه العلاقات مستقبلا في عدة مجالات لا سيما منها الاقتصادية والتجارية، واستكشاف فرص التبادل والشراكة، علاوة على مواصلة تعزيز سنة التشاور والتنسيق وتكثيف نسق تبادل الزيارات على أعلى مستوى خدمة للمصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين.
كما ذكّر رئيس الجمهورية بموقف تونس الثابت من الحق الفلسطيني الذي لن يسقط بالتقادم ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل إقامة دولته المستقلة على كل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
من جانبه، أكد الرئيس الإيراني أن لدى بلاده إرادة حقيقية لتطوير علاقاتها مع تونس وتبادل التجارب والخبرات معها في عدة قطاعات، بالإضافة إلى تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية حتى ترتقي إلى مستوى تطلعات الشعبين التونسي والإيراني.
ووجه الرئيس الإيراني دعوة لرئيس الدولة لأداء زيارة إلى طهران. كما دعا رئيس الجمهورية الرئيس الإيراني لزيارة تونس، وفق نص بلاغ رئاسة الجمهورية.
واختتم رئيس الجمهورية قيس سعيّد زيارته إلى الجزائر بإجراء لقاء مع عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.
واستعرض الرئيسان، خلال هذا اللقاء، مختلف أوجه التعاون الوثيق والشراكة المثمرة القائمة بين تونس والجزائر في شتى القطاعات، حيث أعربا عن ارتياحهما الكبير لما بلغته العلاقات التونسية الجزائرية من متانة وتميّز، وأكدا على حرصهما الشديد على مواصلة تعزيز سنة التنسيق والتشاور بينهما وإعطاء دفع أقوى للروابط الثنائية والارتقاء بها إلى أعلى الدرجات، وذلك خدمة للمصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين وتكريسا للإدراك العميق بوحدة المصير وترسيخا لقيم التضامن والتكامل والتآزر بين البلدين.
كما اتفق الرئيسان على ضرورة تكثيف نسق التعاون لا سيما عبر عقد اجتماعات اللجنة العليا وغيرها من آليات العمل الثنائي، فضلا على بعث مشاريع مشتركة في المناطق الحدودية بين البلدين في أقرب الآجال.
وتطرق الرئيسان، أيضا، إلى جملة من الملفات الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الباسل في صموده ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم، وفق نص البلاغ.
وصرح سعيد عقب اختتام أشغال القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز، أن لقاءاته مع كل من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “كانت مناسبة للتأكيد على موقف تونس الثابت من القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة على أرض فلسطين كلها وأن تكون القدس الشريف عاصمتها”.
واكد سعيد في حديثه لوسائل اعلام من مقر اقامته أن الأمر لا يتعلق بقطاع غزة فقط بل بفلسطين كلها، لافتا إلى أن الشعب الفلسطيني يواجه أبشع الجرائم من قتل وتجويع وتشريد للأطفال والنساء ليرتفع عدد الشهداء إلى ثلاثين ألفا دون احتساب الجرحى والمصابين “حتى يكاد يقترب من ثلث عدد الذين قتلوا في هيروشيما”، وفق قوله.
وأضاف أن المجتمع الإنساني اليوم سبق المجتمع الدولي التقليدي وهو ما تجسد من خلال المظاهرات في العواصم الغربية وكل أنحاء العالم والتي تندد بهذا العدوان الهمجي والوحشي وتطالب بالحرية لفلسطين، مؤكدا “ضرورة أن يأخذ الأمر منحاه الطبيعي حول الحق الفلسطيني وفق مقاييس شرائع الأرض والسماء”.
وأفاد رئيس الجمهورية بأن هناك مشاريع تم تعطيلها من تونس وأن هناك من يريد تعطيلها إلى حد اليوم، مشددا على أن “كل من يريد أن يعطل هذه المشاريع أو أن يؤخرها أو يرتمي في أحضان اللوبيات التي تتحرك من وراء الستار حتى تستأثر بثروات الشعب التونسي، سيتحملون مسؤوليتهم كاملة مهما كان موقعهم”، وفق ما نقلت عنه وات.
وقال “سأحرص شخصيا على عدد من الملفات حتى لا يتسلل إليها هؤلاء كما تسلل الاستعمار إلى بعض العقول”، حسب تعبيره.
نقاش حول هذا المنشور