أصدرت الدائرة الجنائية المختصة بالنظر في قضايا الارهاب لدى محكمة الاستئناف بتونس حكما بالسجن بقية العمر مع أربعة أعوام وستّة أشهر سجنا في حق عنصر عنصر إرهابي.
وصدر الحكم على خلفية مهاجمة المعني مقر وزارة الداخلية باستعمال ساطور محاولا الاعتداء على أعوان الأمن المكلفين بتأمين محيطها، كما تقرر اخضاعه للمراقبة الادارية مدة خمسة أعوام، وفق إذاعة موزاييك.
حيثيات الحادثة:
وتعود حيثيات الحادثة الى يوم الجمعة 26 نوفمبر 2021 عندما على حاول المعني اقتحام مقر وزارة الداخلية وسط العاصمة حاملا ساطورا وسكينا بين يديه.
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على موقع التواصل الاجتماعي حينها الرجل وهو يحاول مهاجمة أعوان الامن بالساطور في الفضاء الامامي لوزارة الداخلية الذين حاولوا التصدي له وقاموا بتحييده عبر طلقة نارية في رجله ليتقرر نقله الى المستشفى لاحقا.
من هو المتهم؟
وبينت الابحاث ان المتهم والده طبيبان وقد درس هندسة بالولايات المتحدة الامريكية كما سافر الى روسيا وعدة دول اوروبية وهو عنصر تكفيري يقطن باحدى مدن الساحل وقد تحول يوم الواقعة الى العاصمة على متن سيارة تابعة لوالده وضع بداخلها بندقية ومجموعة من الأسلحة البيضاء.
وترك المعني سيارته حذو مقبرة الجلاز ثم حمل حقيبة ظهر بداخلها ساطور كبير الحجم واسلحة بيضاء ونزل الى العاصمة ،و تحول الى شارع الحبيب بورقيبة حيث جلس برهة بأحد المقاهي وفي حدود الساعة الرابعة بعد منتصف النهار تسلح بواسطة ساطور كبير الحجم وجرى باتجاه مقر وزارة الداخلية وقفز فوق الحواجز الحديدية محاولا اقتحام مقر الوزارة غير أن أحد أعوان الأمن المكلفين بحمايتها تمكن من اصابته بواسطة رصاصة على مستوى احدى ساقيه مما مكن من السيطرة عليه ونقله لاحقا الى المستشفى للعلاج قبل أن يتقرر ايداعه السجن.
اعترافات سابقة للمعني:
وباستنطاق المتهم من قبل رئيسة الدائرة الجنائية اكد انه اشترى الساطور من صفحة على الانترنيت مختصة في بيع الأسلحة البيضاء أما السكينين فقد اخذهما من منزل جدته معترفا بتحوزته على بندقية ووضعها مع بقية الأسلحة البيضاء داخل الصندوق الخلفي لسيارة والده الطبيب.
وأوضح انه لما نزل للعاصمة اراد ترصد دورية أمنية ثم الهجوم عليهم بساطور وقتلهم وبالفعل توجه الى شارع باريس اين وجد اعوان امن منشغلين بالحديث فقرر قتلهم ألا انه بمرور المترو لم يتمكن من ذلك وقد عدل عن تلك الفكرة وفق قوله امام القاضية.
واعتبر حينها الى انها إشارة ربانية ارادت ثنيه على القتل وسفك الدماء ،مبينا انه قرر التوجه الى شارع الحبيب بورقيبة ولما وصل الى هناك ظل يجوب الشارع المذكور ذهابا وايابا وفي الاثناء اقترب منه عوني امن واستفسراه عن حقيبة الظهر التى كان يرتديها وطلبا منه فتحها فاستجاب لهما وبمجرد فتحها لاذا بالفرار وطلبا النجدة من بقية الدوريات الأمنية المتواجدة في شارع الحبيب بورقيبة.
واكد المتهم انه اصبحت هناك جلبة بالمكان وقد قرر التسلح بالساطور وهاجم اعوان الامن وقد كان في حالة هيجان كبيرة مشيرا الى ان نيته كانت قتل الاعوان واقتحام مقر وزارة الداخلية ….
وبين المتهم انه درس في الخارج وهو من عائلة ميسورة ووالدها طبيبان مبينا انه كان يمر بأزمة نفسية حادة وانه يتلقى الادوية المهدأة الاعصاب،معترفا بحيازة الأسلحة المذكورة وعزمه على قتل اعوان الامن .
ورافعت عنه محاميته، شهر جانفي 2024، وكشفت ان موكلها كان يعاني من مرض نفسي وانه كان يميل الى العزلة وانه شخص غير اجتماعي ،وقد قدم الى شارع الحبيب بورقيبة لتوعية الناس بأن الساعة المتواجدة في شارع الحبيب بورقيبة رمز للوثنية.
وبينت محاميته حينها انه لما كان امام مقر وزارة الداخلية كان يتحوز على سلاح ناري ومع ذلك لم يستعمله ويطلق النار على الاعوان مؤكدة ان موكلها له اضطرابات نفسية وقد حاول الانتحار في أربعة مناسبات حيث تناول خلال سنة 2017 كميات كبيرة من الادوية الا ان عائلته نقلته للمستشفى ليعيد الكرة خلال سنة 2019 حيث حاول الانتحار شنقا ألا ان الحبل انقطع.
وأكدت انه صدر في حقه قرارا قضائي بايوائه وجوبيا بمستشفى الامراض العقلية باذن قضائي لكن لم يتم تنفيذ ذلك القرار.
وتابعت ان موكلها سبق وان اعتنق الديانة المسيحية وقد طلب من شقيقته اعتناقها ايضا معلما أياها انه المسيح، طالبة عرضه على لجنة طبية لتحديد ان كان مسؤول عن تلك التصرفات والافعال أم لا.
نقاش حول هذا المنشور