الكوابل البحرية الدولية والمحلية لاتصالات تونس : قاطرة التحول الرقمي في البلاد

تُعدّ الكوابل البحرية، سواء كانت محلية أو دولية، العمود الفقري لشبكات الاتصالات في العالم، إذ تنقل أكثر من 95% من حركة الإنترنت وتبادل المعطيات عالميًا.

وفي تونس، اضطلعت اتصالات تونس، بصفتها المشغّل الوطني، بدور محوري في بناء هذه البنية التحتية الاستراتيجية التي تضمن السيادة الرقمية للبلاد وتؤمّن استمرارية الربط بين مختلف مناطقها وكافة أنحاء العالم.

في تونس، اضطلعت اتصالات تونس المشغل الوطني بدور محوري في بناء هذه البنية التحتية الاستراتيجية التي تضمن سيادة البلاد الرقمية واستمرارية ربطها بين مختلف مناطق البلاد والعالم الخارجي. 

ويعتبر الكابل البحري SEA-ME-WE 1 أول كابل بحري دولي تم ربط تونس به سنة1985. و كان يمثل آنذاك نقلة نوعية في تاريخ الاتصالات التونسية اذ مكن من بط البلاد مباشرة بالشبكات العالمية عبر البحر الأبيض المتوسط مرورا بعدة دول آسيوية وأوروبية.

ثم مثّل الكابلان البحريان SEA-ME-WE2 وKELTRA محطّتين بارزتين في مسار تطوّر قطاع الاتصالات منذ أواخر القرن العشرين، لا سيّما على مستوى الربط الدولي.

فقد أتاح كابل SEA-ME-WE2، منذ سنة 1992، أول ربط مباشر عالي السعة بين تونس والشبكات الأوروبية والشرق أوسطية، ما انعكس إيجابًا على جودة الاتصالات الدولية وتوسيع خدمات الإنترنت.

أمّا كابل KELTRA، الذي دخل الخدمة سنة 1995، فقد شكل نقلة نوعية بفضل اعتماده على تقنية الألياف البصرية، ما مكّنه من نقل كميات هائلة من المعلومات بسرعة فائقة

وبذلك ساهم هذان الكابلان في تحديث البنية التحتية الرقمية الوطنية، وشكّلا قاعدة متينة لمشاريع الكوابل البحرية التي تلتهما.

ومع انضمام تونس سنة 2005 إلى شبكة الكوابل الدولية عبر SEA-ME-WE4، عززت اتصالات تونس موقع البلاد على خارطة الاتصالات العالمية من خلال الربط المباشر بعدّة مراكز بيانات أوروبية وآسيوية.

وإثر ذلك جاء كابل اتصالات تونس “حنبعل ” الرابط بين قليبية وإيطاليا سنة 2009، ليزيد من سعة الربط الدولي ويُحسّن جودة وسرعة الإنترنت في تونس بشكل ملحوظ.

وعلى المستوى الوطني، أنشأت اتصالات تونس كوابل بحرية محلية، من أبرزها كابل الجرف – جربة الذي يربط الجزيرة بالبرّ التونسي.

وقد مكّن هذا المشروع من تعزيز استقرار خدمات الإنترنت والهاتف ونقل المعطيات في الجنوب الشرقي للبلاد، مما يعكس التزام الشركة بتقريب التكنولوجيا من جميع المواطنين في مختلف الجهات.

بفضل هذه المشاريع المتكاملة، إضافة إلى الشبكة الوطنية الواسعة للألياف البصرية، رسّخت اتصالات تونس مكانتها كـقاطرة التحوّل الرقمي في البلاد. فالكوابل البحرية تشكّل الأساس الذي تقوم عليه مختلف خدمات الاتصالات الحديثة، من الإنترنت فائق السرعة إلى مراكز البيانات والحوسبة السحابية، ما فتح المجال أمام تطوّر قطاعات حيوية مثل التعليم، والصحة، والتجارة الإلكترونية