أجرى وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية عماد الطرابلسي مؤتمرا صحفيا عقب الأحداث التي شهدها معبر رأس جدير الحدودي مع تونس يوم 18 مارس الجاري بعد نشوب مواجهات بين القوات التابعة لوزارته وقوات تتبع بلدية زوارة الحدودية.
الطرابلسي تحدث في مؤتمره الصحفي عن حيثيات الهجوم متوعدا بإستعادة المعبر وان كلفه ذلك التدخل العسكري لإنهاء سيطرة التشكيلات العسكرية التابعة لبلدية زوارة (40 كلم على الحدود مع تونس) والتي تدير هذه النقطة الاستراتيجية منذ سنة 2011 عقب سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
الطرابلسي في مؤتمره الذي دام أكثر من ساعة والذي تم بثه على صفحة وزارته وعلى عدد من القنوات الليبية والعربية لم يتحدث عن أي بلد أجنبي غير تونس، التي أطنب في ذكرها وتعليقها شماعة فقدان وغلاء البنزين في زوارة وزلطن والزاوية والجميل ورقالدين، وهي المناطق الآهلة بالسكان والتي تقع على مقربة من الحدود التونسية الليبية.
الطرابلسي إعتبر أن كميات البنزين التي توجهها الجهات الحكومية الى هذه المناطق يقع تغيير وجهتها وتهريبها الى تونس، كما خرج في أكثر من مقطع وهو “يمسك بنفسه” بسيارات تونسية تتولى عمليات تهريب ما اسماها ب”ثروات الليببين”.
الطرابلسي توسّع في “لومه” لتونس مؤكدا أنه يقع تهريب “خيرات الليبيين” الى التونسيين في المقابل لا يقع الاستيراد من تونس غير الحبوب، في احالة على تحقير الموازنة التجارية بين البلدين والحال أن ليبيا تستورد من تونس وفق معطيات رسمية العجائن والمواد الغذائية والاسمنت والخزف والرخام والفسفاط والنسيج والغلال والخضراوات…
ولعل أهم ما يكذب سردية الطرابلسي الاخيرة، هو طابور الشاحنات الليبية الذي امتد على أزيد من 3 كلم بجهة “الكتف من معتمدية بنقردان” بعد قرار الجهات الليببة المتنافرة اغلاق المعبر من الجهتين.
كما تطرق الطرابلسي في مؤتمره المطول الى تهريب اجهزة كهربائية الى تونس والحال وكما هو معلوم لدى الجهات الحدودية التونسية أن بعض محلات هذه الاجهزة يقومون بتوريد سلع من الصين والهند وتركيا عبر موانىء ليبيا وذلك لمسائل تتعلق بالضرائب ومن ثمة يقع دخولها نحو تونس عبر معبر رأس جدير الحدودي، وهنا لا يمكن للطرابلسي الحديث عن تهريب بل عن كون بلده مجرد نقطة عبور.
وتحدث الطرابلسي على نقطة مهمة طالما مثلت اشكالا وموضوعا حارقا في تونس الا وهي المهاجرون الأفارقة من جنوب الصحراء الذي ثبت في أكثر من مناسبة دخولهم من ليبيا عبر مهربين عن طريق الصحراء او عن طريق معبر رأس جدير الحدودي.
الوزير الليبي برر ضرورة استرجاعه للمعبر بإيقاف نزيف تهريب هؤلاء المهاجرين بإتجاه تونس وهذا اعتراف رسمي من المعني بأن ليبيا مصدر تصدير للهجرة غير النظامية، وهذا تناقض تام مع ما سبق ونشرته وزارته من فيديوهات على صفحاتها الرسمية متهمة الجهات التونسية بإرسال مهاجرين اليها.
جدير بالذكر أن معبر راس جدير ما يزال مقفلا من جانبه الليبي منذ أحداث ال12 من مارس الجاري، في حين تقبع أجهزة كشف scanner الليبية بالجانب التونسي وتحت حماية القوات التونسية بالمعبر بعد أن تم تمريرها ابان المناوشات.
وعاد مدير معبر رأس جدير الى طرابلس اثر قيام المناوشات المسلحة تلك الليلة عبر تونس من مطار جربة جرجيس الدولي وفقما ذكرت وسائل اعلام متطابقة وذلك حفاظا على سلامته.
وتجرى اجتماعات بعدد من مدن الغرب الليبي لايجاد حل سلمي لعودة المعبر وتجنب صراع مسلح بن الطرفين المتنافرين.
نقاش حول هذا المنشور