في إطار سلسلة من المنشورات بمناسبة رحلتنا إلى اليابان لحضور تيكاد 9، خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد في ختام تيكاد 9 في يوكوهاما، طرحنا سؤالاً مباشراً على رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا: كيف يمكن لليابان أن تتميز عن القوى الأخرى التي تعزز وجودها في إفريقيا؟ أجاب رئيس الحكومة اليابانية دون تردد بأن اليابان لا تتبنى منطق المنافسة. “الحاجة إلى التنمية هائلة في القارة الإفريقية.
إفريقيا لديها القدرة والحق في تنويع شراكاتها”، وأكد على نهج يقوم على التعاون والتكامل. تعكس هذه الموقف رغبة طوكيو في تعزيز علاقة فريدة مع إفريقيا، لا تعتمد فقط على الوصول إلى الموارد بل على التزامات طويلة الأجل: التدريب، نقل المعرفة والتنمية المستدامة.
منذ إطلاقها في عام 1993، تفرض تيكاد نفسها كإطار مميز للحوار الاستراتيجي. تؤكد نسخة يوكوهاما أن اليابان تسعى لبناء علاقة ثقة مع إفريقيا، موجهة نحو المستقبل، بعيداً عن المنافسات الجيوسياسية التقليدية.
ما هي النتائج؟ اختتمت تيكاد 9 في يوكوهاما بالتزامات كبيرة بين اليابان وإفريقيا. أعلن رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، عن إنشاء منطقة اقتصادية تربط المحيط الهندي بإفريقيا، بهدف تعزيز التبادل التجاري مع الهند والشرق الأوسط.
كما التزمت اليابان بتقديم 5.5 مليار دولار كقروض بالتعاون مع البنك الإفريقي للتنمية، مع إطلاق برنامج تدريب واسع يهدف إلى إعداد 30,000 متخصص إفريقي في الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الثلاث المقبلة. تم توقيع أكثر من 300 اتفاقية تعاون، أي ثلاثة أضعاف ما تم توقيعه في النسخة السابقة في تونس عام 2022، تغطي قطاعات رئيسية مثل البنية التحتية، الصحة، التكنولوجيا، التعليم والزراعة.
وأخيراً، اعتمد المؤتمر إعلان يوكوهاما، الذي يركز على الابتكار، الطاقة المستدامة، التمويل المناخي ودمج الشباب كفاعلين رئيسيين في تنمية القارة.
نقاش حول هذا المنشور