بعد أن كان مبرمجا إعادة افتتاح معبر رأس جدير الحدودي بين تونس وليبيا اليوم الخميس 27 جوان 2024 على الساعة العاشرة صباحا وفق ما اكده أمس النائب عن جهة مدنين ورئيس كتلة لينتصر الشعب بالبرلمان علي زغدود، تأجلت الخطوة الى أجل غير معلوم للمرة الثالثة تواليا.
أسباب التأجيل:
بعد ان اجتمع رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة بأعيان وممثلين عن بلدين زوارة (40 كلم على الحدود مع تونس) والاتفاق على فتح الطريق الساحلي المغلق من عناصر منتمية الى هذه الجهة، تم أمس أرسال قوة عسكرية تابعة لرئاسة الاركان الليبية للتمركز في مناطق قريبة من النقطة الحدودية رأس جدير لتأمين اعادة تسييره ثم الانسحاب اثر ذلك واخلاء المعبر من اي مظاهر تسلح.
وما حدث ان مليشيات مسلحة يقودها ما يسمى باللواء 55 الذي يقوده العنصر الليبي المسمى “معمر الضاوي” قامت بإعتراض الرتل المسلح التابع لرئاسة الاركان الليبية وحدوث مواجهات عنيفة ادت الى حدوث إصابات.
وعاد الهدوء عشية أمس لفترة وجيزة ليعود التوتر مساء مع توجه مليشيات جديدة تحت مسمى اللواء 52 التابع لمدينة صبراتة الليبية الى المعبر الحدودي رأس جدير وهو ما أعاد التوتر الى المنطقة من جديد وبالتالي تأجيل اعادة فتح معبر رأس جدير مع تونس الى أجل غير مسمى بسبب هشاشة الوضع الامني الليبي، رغم ان بعض المصادر الليبية تقول ان الفتح سيكون يوم الجمعة او السبت القادميين.
تأجيل للمرة الثالثة:
وكان خالد النوري، وزير الداخلية التونسي قد توجه الى العاصمة طرابلس قبل عيد الاضحى اين التقى نظيره الليبي عماد الطرابلسي وتم توقيع اتفاق امني باشراف رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة.
وتضمن الاتفاق عددا من النقاط اهمها ان يفتح المعبر أمام الحالات الاستعجالية والخاصة بداية من يوم 16 جوان الجاري وهو ما تم فعليا، على ان يتم الفتح الكلي يوم 20 من الشهر ذاته.
واعلنت وزارة الداخلية الليبية في بلاغ لها اثر ذلك ان الموعد تاجل الى يوم الاثنين المنقضي لاسباب تتعلق بالترتيبات والحال ان الطريق المؤدي الى المعبر مغلق حينها من طرف محتجين تابعين لمدينة زوارة الحدودية.
ثم تأجل الفتح وراجت اخبار أمس مفادها ان المعبر سيعاد افتتاحه اليوم وهو ما اكده رئيس كتلة لينتصر الشعب بالبرلمان التونسي علي زغدود، مؤكدا وجود تحاور مع الجانب البرلماني الليبي لحلحلة هذا الاشكال، وهو ما لم يتم فعليا اليوم الخميس.
بداية الاشكال:
واغلق المعبر الحدودي رأس جدير يوم 18 مارس 2024 اثر مواجهات مسلحة بين ما يسمى قوة انفاذ القانون التابعة لوزارة الداخلية الليبية والغرفة العسكرية التابعة لبلدية زوارة الحدودية.
المواجهات اسفرت عن اغلاق المعبر من الجانب التونسي لساعات قصيرة ثم اعيد افتتاحه اثر انتهاء المواجهات حينها، الا ان وزارة الداخلية الليبية اتخذت قرار باغلاق المنفذ الى اجل غير مسمى.
ثم تحول تعطيل اعادة فتح معبر راس جدير من مشكل أمني الى اشغال توسعة واعادة تهيئة يقوم بها الجانب الليبي استمرت لحوالي شهرين، ليتوسع التفاوض حول اعادة فتح المعبر مع الجانب التونسي الى نقاط اخرى اهمها تشابه الاسماء وتسهيل حركة المرور وفتح ممرات جديدة … وهو ما تم الاتفاق عليه في اللقاءات الثنائية لمسؤولي البلدين .. الا ان الفتح لم يتم إلى الآن.
حالة هشاشة امنية ليبية:
وتسود عديد المناطق الليبية، خاصة الغربية منها، حالة من الهشاشة الامنية حيث للمليشيات المنتمية الى كل مدينة او قبيلة الكلمة العليا في اي اتفاق يحصل.
فكل مدينة ليبية هي شبه مسيرة بمجلس بلدي له الكلمة الاولى وغرفة عسكرية خاصة بها ومنتمية في ظاهرها الى رئاسة الاركان الليبية او الى وزارة الداخلية الليبية الا ان اي اعتراض لمصالحها مع مصالح الجهات المنتمية اليها يهدد بحالة من العصيان، وهو ما حدث في زوارة على سبيل المثال.
كما ان ليبيا عموما تشهد حالة انقسام على كل المستويات تقريبا، ففي الشرق الليبي (بنغازي )توجد حكومة يترأسها اسامة حماد وفي الغرب (طرابلس) توجد حكومة اخرى يترأسها عبد الحميد الدبيبة.
كما يوجد في الشرق برلمان يقدم نفسه انه الجهة التشريعية الوحيدة المعترف بها في البلاد وفي الغرب يوجد المجلس الاعلى للدولة الذي يقدم نفسه جهة تشريعية عليا.
اما عسكريا فيعرف حفتر نفسه قائدا اعلى للجيش الليبي شرق البلاد، في حين يعتبر محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي المعترف به دوليا قائدا للقوات المسلحة.
ورغم الوساطات الاممية الا ان الانقسام بقي كما هو بليبيا منذ سنوات رغم انتهاء المواجهات المسلحة بين الشرق والغرب اواخر سنة 2020.
نقاش حول هذا المنشور