في أعقاب حادثة إطلاق النار التي أودت بحياة عضو من الحرس الوطني في واشنطن، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته في «تعليق دائم» للهجرة القادمة مما يسميه دول «العالم الثالث». وجاء هذا التصريح بنبرة حادة، عقب الهجوم الذي وقع بالقرب من البيت الأبيض وارتكبه مواطن أفغاني وصل إلى الولايات المتحدة في عام 2021.
المشتبه به في حادثة إطلاق النار، الذي تم القبض عليه بعد إطلاقه النار على جنديين، كان من بين آلاف الأفغان الذين أعيد توطينهم في الولايات المتحدة بعد سقوط كابول. ووفقًا للسلطات، أعادت هذه الحادثة إحياء النقاش حول سياسة استقبال المواطنين القادمين من مناطق النزاع. وقد أضافت وفاة الجندية سارة بيكستروم بعدًا عاطفيًا كبيرًا لقضية كانت بالفعل مشحونة سياسيًا.
بعد الإعلان عن وفاة الجندية، نشر ترامب رسالة يؤكد فيها أن «الهجرة الدائمة من الدول الفقيرة وغير المستقرة سيتم إيقافها للأبد». هذه الصياغة غير المسبوقة تشير إلى تجميد محتمل واسع النطاق يتجاوز الحالة الأفغانية فقط. وكانت الولايات المتحدة قد بدأت بالفعل في إعادة النظر بشكل كامل في البطاقات الخضراء الممنوحة لمواطنين من 19 دولة تعتبر عالية المخاطر.
علقت البيت الأبيض أيضًا جميع طلبات الهجرة الأفغانية الجارية، وهي خطوة قد تمتد الآن إلى مجموعة أوسع من الدول. ويبرر الحكومة هذا النهج الصارم بضرورات أمنية، مع التأكيد على أن برامج إعادة التوطين الحالية قد «سمحت بمرور أفراد خطرين».
أثارت هذه الخطوة العديد من التساؤلات. حيث تدين عدة منظمات حقوقية منطق العقاب الجماعي الذي يساوي بين جميع المهاجرين من بعض الدول والتهديد المحتمل. ويذكر مراقبون آخرون أن غالبية الـ 77,000 أفغاني الذين تم استقبالهم منذ عام 2021 ليس لهم أي صلة بأنشطة إجرامية، وأن هذا التشديد قد يضعف عائلات تعاني بالفعل من أوضاع مأساوية.

نقاش حول هذا المنشور