أعربت أربعة عشر دولة، من بينها فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة واليابان، عن إدانة قوية بعد موافقة إسرائيل على مستوطنات جديدة في الضفة الغربية. وُصفت هذه الخطوة بأنها تتعارض مع القانون الدولي وقد تعرقل آفاق السلام في المنطقة.
ظهرت ردود فعل دبلوماسية منسقة بعد إعلان السلطات الإسرائيلية عن إنشاء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية المحتلة. في بيان مشترك أصدرته وزارة الخارجية الفرنسية، أدانت أربعة عشر دولة قرارًا أحاديًا اعتبرته غير متوافق مع التزامات إسرائيل الدولية.
تشمل الدول الموقعة على البيان فرنسا وألمانيا وكندا والمملكة المتحدة واليابان وإيطاليا وإسبانيا، حيث أشاروا إلى موافقة مجلس الأمن الإسرائيلي على تسعة عشر مستوطنة جديدة. تبرر تل أبيب هذه الخطوة باعتبارات أمنية، مؤكدة رغبتها في منع ظهور دولة فلسطينية تُعتبر معادية.
في بيانهم، تذكر الدول الموقعة أن الاستيطان في الأراضي المحتلة يشكل انتهاكًا للقانون الدولي. ويعتقدون أن هذا القرار قد يضعف الجهود الدبلوماسية الجارية، خاصة تلك المتعلقة بخطة وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار في غزة، ويزيد من عدم الاستقرار الإقليمي.
تدعو الدول إسرائيل صراحة إلى التراجع عن هذا القرار ووقف توسع المستوطنات، بما يتماشى مع القرار 2334 لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. كما يؤكدون التزامهم بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.
يشدد الموقعون على التزامهم بحل سياسي دائم يقوم على التعايش بين دولتين، إسرائيلية وفلسطينية، تعيشان جنبًا إلى جنب في حدود معترف بها وفي ظروف أمنية متبادلة. وفقًا لهم، فإن استمرار الاستيطان يهدد بشكل مباشر هذه الرؤية.
من الجانب الفلسطيني، ردت السلطة الفلسطينية بشدة، منددة بسياسة الضم التدريجي وتسريع الانتهاكات ضد حقوق الفلسطينيين. تتهم إسرائيل بالسعي لجعل أي مشروع لدولة فلسطينية ذات سيادة غير قابل للتحقيق، محذرة من تصاعد العنف المرتبط بالمستوطنين.
تستمر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ عقود، لكنها شهدت تكثيفًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، خاصة منذ اندلاع الحرب في غزة. اليوم، يعيش أكثر من نصف مليون إسرائيلي في مستوطنات تعتبرها الأمم المتحدة غير قانونية، وسط عدة ملايين من الفلسطينيين.
حذرت الأمم المتحدة مؤخرًا من تقدم غير مسبوق للمستوطنات في عام 2025، مشيرة إلى خطر كبير على استمرارية دولة فلسطينية متواصلة وذات سيادة. كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه إزاء تصاعد العنف الذي يرتكبه المستوطنون، أحيانًا تحت أنظار أو بدعم من قوات الأمن الإسرائيلية.
نقاش حول هذا المنشور