الإعلان الذي تم في بغداد خلال الدورة الثامنة والعشرين لمجلس وزراء السياحة العرب يمثل لحظة مهمة للقطاع التونسي: تم تعيين تونس رسمياً “عاصمة السياحة العربية 2027”. هذه التسمية تأتي في وقت تحاول فيه تونس تجاوز عتبة 11 مليون زائر بشكل مستدام وتعزيز انتعاش لا يزال هشًا.
تأتي هذه التسمية في وقت يسعى فيه القطاع السياحي التونسي إلى تنويع أسواقه وإعادة تموضع عرضه ليتجاوز السياحة الشاطئية. بعد تجاوز 10 ملايين سائح في 2024 ثم في 2025، تلعب العاصمة دورًا مركزيًا في هذا التحول: المدينة العتيقة المصنفة، القرب من قرطاج وسيدي بوسعيد، الديناميكية الثقافية، والانضمام إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية في 2026.
يشكل لقب 2027 محفزًا. يعزز الرؤية الإقليمية لتونس، يجذب المستثمرين من الخليج والدول العربية، يحفز المشاريع الفندقية والثقافية، ويسهل التفاوض على خطوط جوية جديدة. التجربة الأخيرة لمدينة العين، عاصمة السياحة العربية 2026، توضح مدى تحول هذا اللقب إلى أداة استراتيجية في المنطقة.
لم تكن هذه التسمية وليدة الصدفة. في ديسمبر 2022، قدمت تونس رسميًا ترشيح عاصمتها في القاهرة، خلال الدورة الخامسة والعشرين لمجلس وزراء السياحة العرب. كانت البلاد تدعو بالفعل إلى شبكة عربية تقدر التراث المادي وغير المادي للعواصم الكبرى، مع إدراج تونس في استراتيجية تعاون إقليمي.
منذ ذلك الحين، استثمرت تونس في الترويج الرقمي، التقدير الثقافي والمشاركة الدبلوماسية في الاجتماعات القطاعية، حتى حصلت في 2025 على مقعد في المكتب التنفيذي ونائب رئاسة مجلس وزراء السياحة العرب.
تملك العاصمة الآن عامين لتحويل هذه التسمية إلى مشروع حقيقي للتحديث: التنقل، الاستقبال، الترميم التراثي، الفعاليات الحضرية، رفع مستوى العرض. إذا تقدمت هذه المشاريع بشكل متسق، يمكن أن يصبح 2027 أكثر من مجرد لقب: الفترة التي تعيد تونس إلى قلب السياحة العربية وتدعم بشكل مستدام مسار نمو القطاع التونسي.
نقاش حول هذا المنشور