كشفت أيام قرطاج السينمائية عن ملصق دورتها السادسة والثلاثين، التي ستقام من 13 إلى 20 ديسمبر 2025. الصورة المختارة هذا العام تعرض ظلاً نسائياً في حالة حركة، محاطاً بتدفق من الألوان التي تتقاطع فيها الأزرق والبنفسجي والفوشيا وألوان برتقالية. هذه الشخصية، التي صممها المصمم فراس عقربي، تبدو وكأنها تتقدم مدفوعة بنفحة مضيئة، كما لو أنها تفتح ممرًا نحو فضاء في تحول. حركتها نحو الأمام تعكس ديناميكية الحرية والمثابرة، في صدى مع هوية أيام قرطاج السينمائية، التي ظلت منذ إنشائها مكانًا لتداول القصص، والمقاومة الثقافية، والتبادل بين سينمات إفريقيا والعالم العربي. الياسمين الذي تحمله، عنصر بصري خفي ولكنه مركزي، يرسخ الملصق في تونس، مذكراً بالضيافة والذاكرة وروح الإبداع التي تميز المهرجان.
في الوقت نفسه، أعلنت إدارة أيام قرطاج السينمائية عن قائمة الأفلام التونسية المختارة هذا العام في الأقسام التنافسية المختلفة، وهي مجموعة منتظرة بشدة من قبل الجمهور والمهنيين في القطاع. تم اختيار هذه العناوين من قبل لجنة مستقلة، وتقدم لمحة عن حيوية وتنوع السينما التونسية الحالية.
في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، ستمثل تونس ثلاثة أفلام. فيلم “من أين يأتي الريح” لأمل قلاتي، الذي لفت الأنظار في مهرجان الجونة 2025 حيث فاز بجائزة أفضل فيلم روائي عربي، يواصل مسيرته الدولية. سيرافقه فيلم “صوت هند رجب” لكوثر بن هنية، الذي أثار عرضه في فينيسيا صدى استثنائياً وحصل على الأسد الفضي والعديد من الجوائز في الأقسام الموازية؛ وقد تم اختيار العمل لتمثيل تونس في الأوسكار في فئة أفضل فيلم دولي وتمت برمجته في العديد من المهرجانات الكبرى. الفيلم الروائي الطويل الثالث في المنافسة، “وعد السماء” لإريج سهيري، افتتح قسم نظرة ما في مهرجان كان في ماي 2025.
تجمع قسم الأفلام الوثائقية الطويلة أيضًا ثلاثة اقتراحات: “الجنة” لمجدي الأخضر، “بذرتنا” لأنيس لسود و”على التل” لبلحسن هندوس. كل من هذه العناوين يثري قطاع الأفلام الوثائقية التونسية المتزايد التنظيم، حيث تتقاطع المقاربات الشخصية، والقصص المتجذرة في الواقع، والاستكشافات الشكلية.
أخيرًا، ستضم المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة ثلاثة أفلام تونسية: “عبء الأجنحة” لرامي جربوعي، “مهلة” لوليد الطايع و”طماطم ملعونة” لمروة طيبة. هذه الأعمال القصيرة، التي غالبًا ما تكون أولى المحاولات أو مختبرات جمالية، تحتل دائمًا مكانة أساسية في أيام قرطاج السينمائية، حيث تكشف بانتظام عن رؤى جديدة.
مع ملصق يتجه نحو الأفق واختيار وطني يشهد على تنوع حقيقي في الأصوات، تبدو هذه الدورة السادسة والثلاثون من أيام قرطاج السينمائية كموعد يولي اهتمامًا لحركات العالم، والقصص التي تُكتب اليوم وتلك التي لا تزال تبحث عن شكلها.

نقاش حول هذا المنشور