حادث جديد يبرز التدهور المقلق للبنية التحتية المدرسية في تونس. يوم الاثنين، انهار جزء من سقف إحدى قاعات الدرس في معهد عبد الحميد الغزواني بفرنانة بينما كان التلاميذ يتابعون الدرس. ورغم تجنب الكارثة بصعوبة، إلا أن الخوف والغضب يسيطران في المنطقة.
أدى الانهيار إلى إصابات طفيفة: تم نقل تلميذ إلى المستشفى بسبب جروح بسيطة، بينما تمكنت زميلته، التي تعرضت لارتفاع حاد في نسبة السكر بسبب الذعر، من العودة إلى منزلها بعد تلقيها الرعاية.
لكن بالنسبة لفريد الفداوي، الكاتب العام للفرع الجهوي للتعليم الثانوي بجندوبة، فإن هذا الحادث ليس سوى عرض لمشكلة أعمق. “هذا ليس حالة معزولة. الجميع يعرف حالة البنية التحتية المدرسية في تونس”، صرح بذلك يوم الثلاثاء عبر إذاعة جوهرة إف إم.
ذكر النقابي حادثة سابقة مأساوية وقعت في المزونة، حيث فقد تلميذان حياتهما في انهيار جدار مدرسة. “هل تم إعادة بناء تلك المدرسة؟ لا. هل يجب أن ننتظر وقوع وفيات في كل مرة لنتحرك؟”، تساءل بغضب.
وأشار الفداوي إلى أن العديد من المؤسسات تعود إلى فترة الاستقلال ولم يتم تجديدها أبداً. “غياب الصيانة الدورية يجعل قاعات الدرس خطيرة. في بعضها، تتشقق الجدران، وتهدد الأسقف بالسقوط، وتكون التمديدات الكهربائية قديمة.”
إلى جانب المخاطر المادية، يشير المسؤول النقابي إلى عيوب هيكلية أخرى. “في العديد من المعاهد، يتجاوز عدد التلاميذ 35 بل وحتى 40 تلميذاً في الفصل. كيف يمكن التدريس في هذه الظروف، في مبانٍ تتآكل؟”
كما يتحدث عن نقص مقلق في المعلمين في جميع المواد. “بعض المواد لم تعد تُدرّس أو تُدرّس بشكل غير منتظم. يفقد التلاميذ ساعات تعليمية ثمينة، مما يزيد من الفجوة بين المناطق.”
يأسف فريد الفداوي لأن البرامج الرسمية لإعادة التأهيل “تبقى على الورق أو تتقدم ببطء.” الاستثناء الوحيد، حسب قوله، هو تجديد مدرسة جاب الله، “الذي تم بفضل التعبئة المحلية وليس بعمل مركزي.”
نقاش حول هذا المنشور