تم تحديد ميزانية الدولة التونسية للسنة المالية 2026 بمبلغ 79,624 مليون دينار (م.د)، بزيادة قدرها 3.9% مقارنة بالنتائج المتوقعة في 2025، وفقًا لوثيقة مشروع قانون المالية التي تم فحصها هذا الأربعاء في جلسة عامة مشتركة في البرلمان. تأتي هذه الزيادة المعتدلة في إطار خطة التنمية 2026-2030، التي تركز على العدالة الاجتماعية والنمو وإنعاش الاستثمار العام.
من المتوقع أن ترتفع النفقات الميزانية بنسبة 6.3% لتصل إلى 63,575 م.د. وتظل هيكلية الميزانية مهيمنة من قبل النفقات الجارية:
– كتلة الأجور: 25,267 م.د (40% من الإجمالي)،
– نفقات التدخل: 19,835 م.د (32%)، منها 9,772 م.د مخصصة للدعم،
– نفقات الاستثمار: 6,463 م.د (10%)،
– نفقات الإدارة: 2,939 م.د (4.6%).
تعكس هذه التركيبة الأولوية المعطاة للدور الاجتماعي للدولة، ولكن أيضًا القيد المستمر لتمويل الأجور والتعويضات، على حساب الاستثمار المنتج.
تقدر الموارد الميزانية بـ 52,560 م.د، بزيادة قدرها 7.1% مقارنة بعام 2025. وستشكل الإيرادات الضريبية ما يقرب من 90.9% منها، مما يؤكد اعتماد الميزانية على الضغط الضريبي والأداء الاقتصادي الداخلي.
تعتمد الوثيقة الميزانية على عدة فرضيات اقتصادية كلية:
– معدل النمو: 3.3% على مدار عام 2026،
– استقرار الدينار مقابل العملات الرئيسية،
– زيادة الواردات المقدرة بـ 4%،
– سعر مرجعي لبرميل برنت: 63.3 دولار (مقابل سعر متوسط مرصود قدره 64.44 دولار في 4 نوفمبر).
يتماشى مشروع قانون المالية 2026 مع التوجهات الاستراتيجية لخطة التنمية 2026-2030، التي تهدف إلى التوفيق بين العدالة الاجتماعية والنمو الاقتصادي. يركز على تعزيز التوظيف، وزيادة الأجور في القطاعين العام والخاص، وتعزيز التنمية الإقليمية العادلة، ودعم الاستثمار العام.
تعكس هذه الخطة رغبة الحكومة في كسر السياسات السابقة التي اعتبرت غير فعالة، بوضع التضامن الوطني والاستدامة الميزانية في قلب الأولويات الاقتصادية.

نقاش حول هذا المنشور