الموسم السياحي في تونس، الذي كان يتركز تقليديًا على شهري جويلية وأوت، يشهد هذا العام تمديدًا غير مسبوق حتى نهاية أكتوبر. هذا ما أعلنه رئيس الجامعة الجوية للنزل بنابل، طاهر الزهار، خلال مقابلة مع إذاعة جوهرة إف إم.
ووفقًا له، على الرغم من البداية الصعبة خلال أشهر الذروة في جويلية وأوت، تحسنت المؤشرات السياحية، مما أدى إلى استمرار تدفق الزوار حتى الأيام الأخيرة من أكتوبر. ووصف المسؤول الفندقي هذه الحالة بأنها “سابقة نادرة”.
تُفسر هذه التطورات بعدة عوامل. يميل السياح إلى تجنب فترات الذروة التي تتميز بأسعار مرتفعة، ونقص في الرحلات الجوية، وازدحام شديد، ويفضلون الخريف الذي يوفر مناخًا أكثر اعتدالًا، وأسعارًا أكثر معقولية، وشواطئ أقل ازدحامًا. كما يشير طاهر الزهار إلى تغيير ملحوظ في سلوك المستهلكين السياحيين، الذين يفضلون الآن الاسترخاء والهدوء بدلاً من التقيد بجدول الصيف التقليدي.
فيما يتعلق بتوزيع الجنسيات، يظل التونسيون في الصدارة، يليهم الزوار الجزائريون والفرنسيون. وتحتفظ الوجهة الروسية بأهمية كبيرة، رغم تأثرها بجائحة كوفيد-19 والصراع الروسي الأوكراني. قبل هذه الأزمات، كان عدد السياح الروس يصل إلى حوالي 600,000 سنويًا في عامي 2018 و2019. وفقًا لزاهر، فإن إعادة تنشيط هذه الزبائن سيكون مفيدًا للاقتصاد المحلي، خاصة بفضل تنقلاتهم خارج الفنادق نحو الداخل والمناطق الصحراوية.
أما الصين، فهي تمثل فرصة لا تزال غير مستغلة بشكل كافٍ. يعتقد المسؤول أن غياب الرحلات المباشرة بين البلدين يحد من وصول السياح الصينيين، ويوصي بإنشاء مسارات متعددة الوجهات تشمل تونس ودول أخرى لتعزيز جاذبية السياحة في البلاد.
أخيرًا، فيما يتعلق بالتحضيرات للاحتفالات بنهاية العام، يشير طاهر الزهار إلى أن العمل جارٍ لضمان تدفق مثالي للسياح خاصة من خلال برمجة رحلات إضافية.
نقاش حول هذا المنشور