يستعد السينما المصرية لدفعة جديدة. في 23 سبتمبر 2025، أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن توقيع شراكة غير مسبوقة مع المعاهد الوطنية للثقافة التابعة للاتحاد الأوروبي (EUNIC)، ممثلة في مصر من قبل المعهد الثقافي الإيطالي بالقاهرة، في إطار البرنامج الثقافي للاتحاد الأوروبي – مصر 2023-2027. من خلال هذا التعاون، سيقدم المهرجان لصناع الأفلام الشباب من جميع أنحاء البلاد فرصة فريدة لتحسين مهاراتهم والتفاعل مع خبراء أوروبيين، خلال ورشة عمل مكثفة تُنظم في دورته السادسة والأربعين، من 12 إلى 21 نوفمبر 2025.
بالنسبة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وقع الاتفاق رئيسه السيد حسين فهمي، ومن جانب EUNIC الدكتور ماوريتسيو غيرا، مدير المعهد الثقافي الإيطالي بالقاهرة ومنسق برنامج الاتحاد الأوروبي – مصر. لكن ما يتجاوز التوقيعات الرسمية، يجسد هذا الشراكة طموحًا بسيطًا وعميقًا: جعل السينما جسرًا بين الثقافات وتقديم منصة للمواهب الشابة المصرية للتعبير عن إبداعهم.
في إطار برنامج “أيام صناعة السينما بالقاهرة”، سيتم دعوة عشرة صناع أفلام من محافظات أقل حظًا للمشاركة في ورشة عمل لمدة خمسة أيام يديرها محترفون أوروبيون. ستكون هذه فرصة لهم لمواجهة تقنيات جديدة في السرد البصري والإنتاج وتقديم المشاريع، وكذلك للحوار والتبادل واستلهام الإلهام من شخصيات معترف بها في السينما الدولية. هذا النوع من التجارب يمكن أن يغير مسار مهنة، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي يدرك ذلك تمامًا.
يقول السيد حسين فهمي: “نحن فخورون بدعم الجيل القادم من صناع الأفلام المصريين وفتح أبواب الخبرة الدولية لهم. التبادل مع محترفين قادمين من أوروبا، اكتشاف آفاق جديدة، مشاركة التجارب: كل هذا يغذي الإبداع ويساهم في تعزيز حضور السينما المصرية في العالم”.
منذ إنشائه في عام 1976، أصبح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي مؤسسة حقيقية. كأول مهرجان سينمائي دولي في العالم العربي وأفريقيا، والوحيد في المنطقة المعتمد من قبل FIAPF، كان دائمًا مكانًا حيث تلتقي الأفلام بجمهورها، حيث تكتشف الشباب مهن السينما وحيث تُنسج الروابط الثقافية الدائمة. تعد الدورة السادسة والأربعون، تحت الرعاية السامية لوزارة الثقافة، مرة أخرى بجعل مصر والعالم يتحاوران عبر السينما، من 12 إلى 21 نوفمبر 2025.
من جانبها، تجمع EUNIC المعاهد الثقافية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وتعمل منذ عدة سنوات على تعزيز التبادل الفني والثقافي. يدعم الشبكة مشاريع تعزز الفهم المتبادل وتشجع التنمية المستدامة، بينما تخلق جسورًا بين أوروبا ومصر. بفضل هذا التعاون، تستفيد السينما المصرية من دفعة جديدة، ويمكن للمخرجين الشباب أن يقيسوا أنفسهم بالممارسات الدولية بينما يظلون متجذرين في واقعهم المحلي.
تجسد هذه الشراكة بشكل مثالي ما يدافع عنه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي دائمًا: السينما كوسيلة للعواطف والحوار والإبداع، ولكن أيضًا كأداة للتحول الاجتماعي. بالنسبة لصناع الأفلام الشباب الذين سيعبرون عتبة الورشة، إنها فرصة نادرة ليُسمع صوتهم، ليتعلموا ويُنسجوا روابط قد تشكل مسارهم الفني للسنوات القادمة.
نقاش حول هذا المنشور