في 9 سبتمبر 2025، قصفت الطائرات الإسرائيلية الدوحة، مستهدفة قادة من حماس. هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها دولة وسيطة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لهجوم مباشر. الهجوم، الذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص وفقًا لحماس، أثار صدمة دبلوماسية في جميع أنحاء الخليج.
يوم الثلاثاء 9 سبتمبر، هزت عدة انفجارات الدوحة قبل الساعة الثالثة بعد الظهر بقليل. ارتفعت أعمدة كثيفة من الدخان في السماء. وأكدت قوات الدفاع الإسرائيلية أن الأمر يتعلق بضربة جوية استهدفت أعضاء رفيعي المستوى من حماس.
أفادت حماس في بيان أن ستة أشخاص قتلوا، من بينهم نجل كبير مفاوضيها خليل الحية، ورئيس مكتبها، وثلاثة من حراس الأمن وعضو من قوات الأمن القطرية. وأضافت الحركة أن “العدو لم ينجح في الوصول إلى أعضاء الوفد المكلف بالمفاوضات”، مشيرة إلى أن القيادة السياسية نجت من محاولة اغتيال.
وفقًا لأحد قادة حماس الذي تحدث إلى الجزيرة، استهدفت الضربة اجتماعًا مخصصًا لمقترح وقف إطلاق النار الذي قدمه دونالد ترامب.
أعربت الحكومة القطرية عن إدانتها لـ “هجوم جبان” و”انتهاك صارخ للقانون الدولي”، مؤكدة أن أمن المواطنين والمقيمين في قطر تعرض لتهديد مباشر.
كما نفت الدوحة تلقيها تحذيرًا من واشنطن قبل العملية: “تم الاتصال بمسؤول أمريكي بينما كانت الانفجارات تُسمع في الدوحة”، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماجد الأنصاري.
أظهرت الممالك المجاورة تضامنها. نددت السعودية بـ “عمل إجرامي”، بينما وصفت أبوظبي الهجوم بـ “الخيانة”، رغم تطبيعها مع إسرائيل. تعكس هذه الردود القلق المشترك من امتداد الحرب إلى قلب ممالك الخليج.
منذ 7 أكتوبر 2023، يلعب قطر دورًا محوريًا كوسيط، بناءً على طلب واشنطن، بين إسرائيل وحماس، مما أتاح وقف إطلاق النار المؤقت مرتين مع إطلاق سراح رهائن إسرائيليين. الدوحة، الإمارة الغنية بالغاز، هي حليف استراتيجي للولايات المتحدة وقريبة من الحركات الإسلامية، بما في ذلك حماس، التي تستضيفها في المنفى منذ سنوات طويلة.
تنتقد إسرائيل بانتظام هذا الدور المزدوج، ومع هذه الضربة، تتجاوز مرحلة جديدة: فهي توسع الآن عملياتها إلى أراضي دولة ليست عدوًا معلنًا بل وسيطًا. بالنسبة لقطر وجيرانها، الرسالة واضحة: قربهم من الولايات المتحدة لا يحميهم من تداعيات الصراع المباشرة.
نقاش حول هذا المنشور